"بوينغ" تستعد لإعادة إطلاق مركبة "ستارلاينر" الفضائية بعد تأخير

"بوينغ" تستعد لإعادة إطلاق مركبة "ستارلاينر" الفضائية بعد تأخير

تعتزم شركة "بوينغ" وإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) تكرار محاولة إطلاق أول طاقم إلى المدار على متن التاكسي الفضائي للشركة، وهي خطوة طال انتظارها بعد تأخير بسبب تسرب الهيليوم في الشهر الماضي.

المركبة الفضائية المعنية هي "سي إس تي-100 ستارلاينر" (CST-100 Starliner)، ومن المتوقع أن تنطلق اليوم السبت من قاعدة "كيب كنافيرال" بولاية فلوريدا الأمريكية عند الساعة 12:25 ظهراً بالتوقيت المحلي.

ستحمل المركبة رائدي الفضاء سونيتا "سوني" ويليامز وباري "بوتش" ويلمور من وكالة "ناسا" إلى محطة الفضاء الدولية، حيث سيحاولان الالتحام بها بحلول منتصف يوم الأحد من أجل الإقامة لمدة أسبوع تقريباً.

 

تحت الاختبار 

تعد رحلة اليوم اختباراً حاسماً لـ"ناسا" من أجل إثبات أن "ستارلاينر" يمكنها نقل الأشخاص بأمان من وإلى محطة الفضاء الدولية بموجب برنامج الطاقم التجاري التابع لوكالة الفضاء الأمريكية.

في عام 2014، منحت "ناسا" عقداً بقيمة 4.2 مليار دولار لشركة "بوينغ" وآخر بقيمة 2.6 مليار دولار لشركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك لإنشاء مركبات لنقل رواد الفضاء إلى الفضاء.

 

تأخيرات مستمرة

على الرغم من تأخر "ستارلاينر" سبع سنوات عن الموعد المحدد بسبب سلسلة طويلة من الأخطاء والأعطال الفنية، أطلقت "سبيس إكس" تسعة أطقم منفصلة إلى المحطة الفضائية لصالح "ناسا" منذ عام 2020.

التأخيرات المتكررة فاقمت الضغوط المتزايدة على "بوينغ"، إذ كبدتها تكاليف زائدة عن المحددة في ميزانيتها للبرنامج بنحو 1.5 مليار دولار.

من المتوقع أن يخسر قسم الدفاع والفضاء بالشركة أموالاً خلال الربع الثاني من العام، حسبما قال المدير المالي برايان ويست في مؤتمر في مايو، مشيراً إلى "ضغط التكلفة" على العقود ذات الأسعار الثابتة.

 

مستقبل غير مؤكد

بغض النظر عما سيحدث مع هذا الإطلاق، تواجه "بوينغ" تساؤلات بشأن الرؤية طويلة المدى لأعمالها الفضائية.

لم يتضح بعد ما إذا كانت "ستارلاينر" ستُستخدم بعد ست مهمات أخرى إلى محطة الفضاء الدولية لصالح "ناسا".

في أواخر العام الماضي، أخبر برايان ويست تجمعاً محدوداً من المستثمرين بأن الشركة لديها قرار يجب اتخاذه بشأن الاستثمار المستقبلي في البرنامج، حسبما ذكرت "بلومبرغ".

 

يأتي هدف الإطلاق اليوم السبت بعد حالة من عدم اليقين على مدى أسابيع بشأن موعد انطلاق هذه المهمة.

حاولت "ناسا" و"بوينغ" الإطلاق في 6 مايو، لكن مراقبي المهمة أوقفوا العد التنازلي بعد ملاحظات غريبة على صمام داخل الصاروخ، مما أجبر ويليامز وويلمور على الخروج من المركبة الفضائية وانتظار يوم إطلاق آخر.

استبدل المهندسون الصمام، ولكن تأجل الإطلاق مجدداً بعد أن اكتشفت "بوينغ" تسرباً للهيليوم في أحد محركات "ستارلاينر" العديدة.

بعد تحليلات واجتماعات لأسابيع، قررت "بوينغ" و"ناسا" في النهاية المضي قدماً في عملية الإطلاق دون إصلاح التسرب، قائلتين إنه لا يتسبب في مشكلة تتعلق بالسلامة، وإن المهندسين سيراقبونه طوال الرحلة.

 

تصريحات المسؤولين

قال ستيف ستيتش، مدير برنامج الطاقم التجاري التابع لـ"ناسا"، في مؤتمر صحفي: "يمكننا التعامل مع ما يصل إلى أربعة تسربات أخرى، ويمكننا التعامل مع هذا التسرب بالتحديد إذا زاد معدل التسرب حتى 100 مرة".

قال سيث سيفمان، المحلل في "جيه بي مورغان"، في مذكرة بحثية بتاريخ 27 مايو، إنه من المحتمل أن تؤدي تأخيرات الإطلاق الجديدة إلى إجبار "بوينغ" على تحمل رسوم إضافية أخرى بخصوص "ستارلاينر".

 

إذا تمكنت "ستارلاينر" من الالتحام بالمحطة الفضائية بنجاح، فسيبقى ويليامز وويلمور على متنها لأسبوع تقريباً.

لدى الطاقم خطط مبدئية للعودة إلى الأرض في وقت مبكر، ربما في 10 يونيو داخل تاكسي "بوينغ" الفضائي، والذي من المقرر أن يهبط في جنوب غرب الولايات المتحدة تحت مظلات.

 

تظل هذه المهمة حاسمة في تاريخ "بوينغ" وبرنامج الفضاء الأمريكي، حيث تسعى الشركة لإثبات قدرتها على التغلب على التحديات التقنية والنقل الفضائي البشري بنجاح.

 

.

المزيد من الأخبار من - sawaliftech