آخر الأخبار
متحف مصر الكبير: استخدام الذكاء الاصطناعي لإحياء التاريخ الفرعوني

في خطوة مبتكرة تهدف إلى تعزيز تجربة الزوار، نجح فريق جامعي مصري في تطوير تقنية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تمكن الزوار من التفاعل مع الآثار الفرعونية داخل المتحف المصري الكبير، الذي تم افتتاحه بشكل تجريبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. هذه التقنية تتيح للآثار الفرعونية، مثل التماثيل والقطع الأثرية، التحدث والإجابة على استفسارات الزوار بطريقة تفاعلية، مما يضفي طابعًا واقعيًا ومؤثرًا على التجربة السياحية.
الابتكار في هاكاثون المتحف المصري الكبير
جاء هذا الابتكار خلال النسخة الثانية من الهاكاثون الذي نظمه المتحف المصري الكبير بالتعاون مع شركة “ليجاسي” لإدارة وتطوير المتاحف. تم تنظيم الهاكاثون على مدار أسبوعين من 3 إلى 11 ديسمبر 2024، بمشاركة 17 فريقًا من الجامعات المصرية. وكان الهدف الأساسي من هذا الحدث هو استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز تجربة الزوار، بما في ذلك تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، الواقع الافتراضي (VR)، والواقع المعزز (AR).
الفريق الفائز في هذا الهاكاثون كان من جامعة النيل، ويتكون من خمسة طلاب هم “مريم غالي”، “شهد العبد”، “شهد أسامة”، “أنس أحمد”، و”رودينا عمرو”. وقد نجح الفريق في تطوير فكرة مبتكرة تسمح للزوار بالتفاعل مع شخصيات تاريخية مصرية قديمة مثل ملوك الفراعنة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
التقنية المبتكرة: السفر عبر الزمن والتفاعل مع الفراعنة
التقنية التي ابتكرها الفريق الفائز تقوم على شاشة أو “أفتار” قائم على الذكاء الاصطناعي. يمكن للزوار عبر هذه التقنية “السفر عبر الزمن” والتحدث إلى أحد ملوك مصر القديمة، مثل رمسيس الثاني، الذي يتمكن من فهم لغة الزائر والرد عليها، مما يخلق تجربة غامرة تدمج بين التعلم والتسلية.
قالت الدكتورة إسراء المغربي، المشرفة على الفريق الفائز، إن التقنية تهدف إلى إعطاء الزوار فرصة نادرة للتفاعل مع التاريخ بطريقة غير تقليدية، مما يجعلهم يشعرون وكأنهم يعيشون في الحقبة الفرعونية. وأضافت أن الهاكاثون كان بمثابة فرصة لاختبار هذه الفكرة التي استمر الفريق في تطويرها على مدار 30 ساعة متواصلة.
تجربة تفاعلية تدمج بين الواقع والافتراضي
مريم غالي، أحد أعضاء الفريق الفائز، أوضحت أن النسخة الثانية من الهاكاثون كانت تهدف إلى تحويل الأكشاك التفاعلية في المتحف إلى تجارب غامرة تتيح للزوار التفاعل مع شخصيات تاريخية باستخدام الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يمكن للزوار “استنطاق” تمثال رمسيس الثاني، وجعله يتحدث بشكل مباشر، مما يتيح لهم حوارًا تفاعليًا مع شخصية فرعونية. هذه التجربة ستجعل الزوار يشعرون بأنهم ينتقلون عبر الزمن، كما يمكنهم التقاط صور تذكارية مع التماثيل الواقعية، مما يمزج بين التفاعل الافتراضي والوجود الجسدي في نفس الوقت.
كما أضاف أنس أحمد، عضو الفريق، أن التجربة توفر للزوار صورًا مطبوعة بتقنية “بولارويد” تحمل كود QR، يسمح لهم بالوصول إلى نسخ رقمية من صورهم والفيديوهات الخاصة بتفاعلهم مع الشخصيات التاريخية. هذه الميزة تشجع الزوار على مشاركة تجربتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يساهم في زيادة التفاعل مع المتحف وتعزيز الترويج له.
المتحف المصري الكبير: خطوة نحو المستقبل
من جانب آخر، أكد وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي أن الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي تم الانتهاء من أعماله في عام 2021، سيكون في العام المقبل. كما أشار إلى أن الافتتاح التجريبي للجزء الأول من المتحف في أكتوبر الماضي حقق نجاحًا كبيرًا. يشمل المتحف 12 قاعة عرض رئيسية تضم أكثر من 24 ألف قطعة أثرية، بما في ذلك العديد من القطع الفريدة التي تجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة.
فرصة احتضان الفكرة وتنفيذها
وأشار الفريق الفائز إلى أن مشروعهم سيحظى بفرصة احتضان وتنفيذه بشكل عملي خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أبريل (نيسان) 2025، حيث سيتم دراسة إمكانية تنفيذ هذا الابتكار على أرض الواقع في المتحف المصري الكبير. هذه الخطوة تفتح المجال أمام إدخال المزيد من التقنيات المتطورة في المتاحف المصرية، مما يعزز من مكانتها كوجهة سياحية وتعليمية في نفس الوقت.