آخر الأخبار
أول طائرة ركاب كهربائية تطلق رحلة جديدة نحو مستقبل أخضر

كشفت شركة بيتا تكنولوجيز الأمريكية، الرائدة في مجال تصنيع الطائرات الكهربائية، عن أول نموذج من طائرتها الكهربائية القادرة على نقل الركاب باستخدام تقنيات مبتكرة ومتقدمة. تُعد هذه الطائرة من بين الطائرات الأكثر تطورًا في العالم، حيث تجمع بين تقنية الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL) وتقنية الطيران الأفقي، وهو ما يجعلها تختلف تمامًا عن الطائرات التقليدية التي تتطلب مهابط طويلة. بفضل هذه التقنيات الحديثة، تستطيع الطائرة الإقلاع من أماكن ضيقة والتحليق بسهولة حتى في المناطق التي لا تحتوي على مهابط متخصصة.
تبلغ حمولة الطائرة حوالي 1400 رطل، وتستطيع قطع مسافة تصل إلى 100 ميل في الرحلة الواحدة. الشركة تتطلع إلى بدء الإنتاج الكامل للطائرة بحلول عام 2026، ومن المتوقع أن تصبح جاهزة لنقل الركاب فعليًا بحلول عام 2027، وذلك بعد الحصول على جميع الموافقات التنظيمية والتراخيص المطلوبة من الهيئات المعنية.
تعتبر هذه الطائرة خطوة هامة نحو تعزيز مفهوم النقل الجوي المستدام، إذ تعتمد على الوقود الكهربائي بدلًا من الوقود الأحفوري التقليدي، مما يجعلها أكثر حفاظًا على البيئة وأقل ضررًا عليها. الطائرات الكهربائية تساهم بشكل مباشر في تقليل الانبعاثات الكربونية، وبالتالي تقليل أثر التلوث الجوي الذي يعتبر من أكبر التحديات التي يواجهها قطاع الطيران الحديث.
إحدى أهم المزايا التي تقدمها الطائرة هي تكاليف التشغيل المنخفضة مقارنة بالطائرات التقليدية. الطائرة الكهربائية لا تحتاج إلى صيانة مكلفة أو دورية مكثفة مثل الطائرات التي تعتمد على المحركات التقليدية. بفضل الاعتماد على الكهرباء كوقود رئيسي، فإن تكاليف التشغيل تنخفض بشكل ملحوظ، وهو ما يجعل الرحلات الجوية أقل تكلفة بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالطائرات التي تستخدم الوقود الأحفوري.
الشركة سلطت الضوء أيضًا على ميزة أخرى مهمة، وهي أن حجم الطائرة وخفة وزنها يساهمان في تحسين تجربة الركاب، حيث توفر مساحة أكبر لنقل الركاب والبضائع مقارنة بالطائرات التقليدية. هذا التصميم المدمج والفعّال يمنح الطائرة مرونة أكبر في الحركة ويساهم في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للرحلات القصيرة أو المتوسطة.
من خلال هذه الابتكارات، تهدف شركة بيتا تكنولوجيز إلى إحداث ثورة في النقل الجوي الكهربائي، حيث ستكون الطائرة الجديدة بداية لعصر جديد من الطيران الذي يعتمد على الطاقة النظيفة ويقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري. رؤية الشركة للمستقبل تتجسد في تقديم وسائل نقل جوية صديقة للبيئة، اقتصادية، وفعالة، مع التركيز على تحسين تجربة الركاب وتقليل الأثر البيئي.
بالإضافة إلى الفوائد البيئية والتكاليف التشغيلية المنخفضة، فإن الطائرة تمثل نقلة نوعية في كيفية تصميم الطائرات، حيث تعتبر أخف وزنًا وأكثر مرونة. بفضل هذا التصميم المتقدم، ستتمكن الطائرة من التحليق بسهولة في الأماكن الضيقة وحتى في المناطق الحضرية، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لوسائل النقل الجوي داخل المدن الكبيرة.
وبما أن الطائرة تعتمد على تقنيات الإقلاع والهبوط العمودي، فإنها لا تتطلب مطارات ضخمة أو مهابط متخصصة، مما يجعلها حلاً مثاليًا للتنقل في المناطق النائية أو المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية. بالإضافة إلى ذلك، ستكون الطائرة قادرة على الوصول إلى وجهات بعيدة بسرعة وكفاءة، مما يقلل من وقت الرحلة ويزيد من راحة الركاب.
من المتوقع أن تصبح هذه الطائرات جزءًا لا يتجزأ من صناعة الطيران المستدام في المستقبل، حيث ستقدم حلاً فعالًا لنقل الركاب وتقليل التلوث في الوقت نفسه. ومع تطور التكنولوجيا واستمرار الأبحاث، قد نشهد المزيد من التحسينات على هذه الطائرة وغيرها من الطائرات الكهربائية التي تهدف إلى تغيير شكل النقل الجوي في العقود القادمة.