آخر الأخبار
تأجيل رحلة بولاريس دون بسبب تسرب الهيليوم
أعلنت شركة “سبيس إكس” يوم الثلاثاء عن تأجيل إطلاق مهمة “بولاريس دون” المأهولة، وذلك بسبب تسرب للهيليوم في المعدات الأرضية بمركز كينيدي للفضاء. كان من المقرر إطلاق مركبة “كرو دراجون” التابعة للشركة قبل ساعات من التأجيل، ولكن التسرب الذي تم اكتشافه في اللحظات الأخيرة اضطر الفريق إلى تأجيل العملية ليوم واحد على الأقل.
المهمة، التي ستستمر خمسة أيام، تتضمن أبرز أحداثها أول سير تجاري في الفضاء، حيث يخطط الطاقم للقيام بجولة فضائية تستغرق 20 دقيقة على بعد 700 كيلومتر من سطح الأرض، وهي سابقة تاريخية في مجال الفضاء التجاري. وفقاً لمنشور شركة “سبيس إكس” على منصة “أكس”، فإن موعد الإطلاق الجديد للمركبة، التي ستحملها صاروخ “فالكون 9″، قد تم تحديده ليكون في الساعة 3:38 صباحاً بالتوقيت المحلي (0738 بتوقيت غرينتش) يوم الأربعاء.
وفي بيانها، أكدت الشركة أن “فرق العمل تتابع عن كثب مشكلة تسرب الهيليوم في المعدات الأرضية”، مشيرة إلى أن صاروخ “فالكون 9” ومركبة “دراجون” في حالة جيدة، وأن الطاقم لا يزال جاهزاً للمهمة. يظل الطاقم مستعداً للقيام بهذه المهمة التي ستشهد اختباراً غير مسبوق في تاريخ الفضاء التجاري.
تجدر الإشارة إلى أن السير في الفضاء قد تم فقط ضمن مهام حكومية حتى الآن، مع آخر عملية سير في الفضاء تمت بواسطة رواد فضاء على متن محطة الفضاء الدولية، حيث يرتدون بدلات الفضاء لإجراء صيانة وفحوصات دورية. يذكر أن الولايات المتحدة سجلت أول عملية سير في الفضاء في عام 1965 أثناء مهمة كبسولة “جيميناي”.
الاستعدادات لمهمة “بولاريس دون” وتجهيزات جديدة في الفضاء التجاري
على الرغم من التأخير، تظل مهمة “بولاريس دون” محور اهتمام كبير في مجال استكشاف الفضاء، حيث تمثل نقطة تحول في تاريخ الرحلات التجارية إلى الفضاء. سيكون الطاقم المكون من أربعة أفراد جزءاً من أول رحلة تجارية تقوم بعملية سير في الفضاء، مما يفتح آفاقاً جديدة للتجارب التجارية في هذا المجال.
تتضمن التحضيرات للمهمة تكنولوجيا متطورة وتجهيزات خاصة لضمان سلامة الطاقم خلال سيرهم في الفضاء. يتطلب هذا النوع من المهمات تنسيقاً دقيقاً مع فرق دعم أرضية ومراجعات مستمرة للتأكد من أن كل شيء جاهز للتنفيذ بأعلى درجات الأمان.
هذا التأجيل يعكس التحديات التي تواجهها الشركات الخاصة في مجال الفضاء، حيث أن كل عملية تتطلب دقة متناهية واهتماماً بكل التفاصيل لضمان النجاح. ومع ذلك، فإن هذا التحدي يعزز من التزام “سبيس إكس” بتقديم تجارب فضائية آمنة وموثوقة، ويعكس الجهود المستمرة لتحسين التكنولوجيا وتعزيز الابتكار في هذا القطاع المتقدم.
بعد الانتهاء من مهمة “بولاريس دون”، من المتوقع أن يشهد قطاع الفضاء التجاري المزيد من التطورات والإنجازات، حيث ستسهم هذه المهمة في دفع حدود التكنولوجيا والابتكار. ستستفيد الشركات الأخرى من الدروس المستفادة من هذه المهمة، مما يساهم في تطور أفضل وأسرع لبرامج الفضاء التجارية في المستقبل.
تسعى “سبيس إكس” إلى إعادة تحديد مفهوم الرحلات التجارية إلى الفضاء، وتحقيق إنجازات جديدة تُضاف إلى سجل الشركة الحافل بالابتكارات. ومع استمرار الاستعدادات وإصلاح المشكلات الفنية، يظل فريق “سبيس إكس” ملتزماً بتحقيق أهداف المهمة وضمان نجاحها، مما سيجعل من “بولاريس دون” خطوة بارزة نحو مستقبل مشرق للفضاء التجاري.