آخر الأخبار
كيف سيغير روبوت أبل حياتنا اليومية؟
تواصل شركة أبل استكشاف الأفكار المبتكرة لابتكار “روبوتات متنقلة” تهدف إلى نقل منتجاتها الرائدة إلى مستوى جديد كليًا، وهو اتجاه بدأتها الشركة منذ عام 2020. ولا تزال أبل في مراحلها الأولى من دراسة كيفية توظيف هذه الروبوتات بطريقة فعالة، حيث تعتزم الشركة إطلاق أول تجربة لها في هذا المجال عبر إنتاج روبوت منزلي يحمل الاسم الرمزي J595.
هذا الروبوت المنزلي يحتوي على شاشة كبيرة شبيهة بشاشات “الآيباد” مزودة بكاميرات متعددة، بالإضافة إلى ذراع روبوتية تسمح له بالحركة في مختلف الاتجاهات. من المتوقع أن يظهر هذا المنتج في الأسواق بين عامي 2026 و2027، مما قد يمهد الطريق أمام أبل لتطوير وإنتاج روبوتات متنقلة متقدمة، وربما تصل إلى إنتاج روبوتات بشرية خلال العقد المقبل وفقًا لتقارير وكالة “بلومبرغ”.
تتجاوز طموحات أبل في مجال الروبوتات مجرد الروبوتات التقليدية، حيث تعمل الشركة على تصوّر روبوتات قادرة على تنفيذ مجموعة متنوعة من الأعمال المنزلية، مثل وضع الملابس في الغسالة أو تنظيف الأطباق المتسخة. ولكن حتى الآن، تبقى هذه الأفكار في مرحلة التصميم الأولية، حيث لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج العملي.
من الجدير بالذكر أن التطور المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعطي هذه الأفكار دفعة قوية إلى الأمام. ويُتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من أي جهاز روبوتي مستقبلي تنتجه أبل. ومع ذلك، تستطيع أبل الاستفادة من خبرتها الواسعة في مجالات متعددة، مثل أجهزة الاستشعار والسيليكون المتقدم وهندسة الأجهزة والبطاريات، بالإضافة إلى تقنيتها المتطورة في رسم خرائط للمساحات المحيطة بالأجهزة، لتحقق تقدمًا كبيرًا في هذا المجال.
مع كل هذه التطورات، يرى بعض الخبراء داخل الشركة أن الوقت الحالي هو الأنسب لاستثمار الجهود في تطوير الروبوتات، خاصة بعد تعليق مشروع السيارة الذكية، الذي كان يضم مئات المهندسين المتخصصين في تكنولوجيا القيادة الذاتية والأنظمة الروبوتية. وقد أدى ذلك إلى توفير موارد إضافية يمكن استخدامها بشكل أكثر فعالية لدفع عجلة تطوير الروبوتات.
لكن، من جهة أخرى، هناك من يشكك في قدرة أبل على تحقيق نجاح كبير في هذا المجال، ويرى أنه من الصعب على الشركة اختراق سوق الروبوتات المنزلية بسهولة. ومع ذلك، يُعتقد أن النجاح في إنتاج روبوت منزلي متقدم قد يفتح الباب أمام أبل لدخول عالم “المنازل الذكية”، وهو المجال الذي تأخرت فيه مقارنة بمنافسيها مثل أمازون وجوجل.
وفي الوقت الذي يُعتبر فيه المساعد الرقمي “سيري” Siri هو الواجهة الذكية لأجهزة أبل الحالية، تعمل الشركة على تطوير واجهة مستخدم جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهذه الواجهة ستكون أقرب إلى الإنسان في التفاعل، وستكون قابلة للتشغيل على منتجات أبل المكتبية، وكذلك على أجهزة الروبوت المستقبلية التي تطورها الشركة.
على الرغم من التفاؤل الكبير بإمكانيات الروبوتات، إلا أن الطريق أمام أبل وبقية الشركات المصنّعة لا يزال طويلًا. فالروبوتات الحالية الموجودة في السوق غالبًا ما تكون مكلفة ولا تمتلك الذكاء الكافي للقيام بمهام معقدة. كما تواجه الشركات تحديات تقنية كبيرة يجب التغلب عليها، مثل تطوير أجهزة قادرة على التنقل بنجاح في المساحات الضيقة والمزدحمة والتنقل بين الطوابق المختلفة في المباني.
في هذه المرحلة، قد تكون التكلفة العالية للتكنولوجيا عائقًا لكل من أبل والمستهلكين على حد سواء، حيث ستحتاج الشركة إلى توظيف المزيد من المهندسين والخبراء لتطوير منتج يتمتع بالجودة والفعالية اللازمتين ليحقق نجاحًا في السوق.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، فإن العاملين في مجال الروبوتات داخل أبل يعتقدون أن هناك العديد من الفرص الكبيرة التي يمكن استغلالها. إلا أن هناك أسبابًا تدعو للتشكيك أيضًا، خاصة بعد إنهاء مشروع السيارة الكهربائية وتباطؤ الطلب على نظارات الواقع الافتراضي Vision Pro من أبل.