آخر الأخبار
ما وراء كواليس Reimagine: لماذا يثير هذا الذكاء الاصطناعي قلق الخبراء حول مستقبل البشرية؟
واجهت الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتعديل وتوليد الصور، والمتوفرة على هواتف Pixel 9 الجديدة، موجة من الانتقادات اللاذعة. تضمنت هذه الانتقادات السماح بإجراء تعديلات مشبوهة ومضللة على الصور، بالإضافة إلى إمكانية توليد صور تحمل في طياتها سياقات متطرفة وخطيرة. هذه الانتقادات أثارت بدورها تساؤلات جادة حول القيود الضعيفة والمعايير الفضفاضة التي يتم فرضها على استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التزييف والتحايل.
من بين الأدوات التي لاقت حصة كبيرة من هذه الانتقادات، أداة Reimagine التي تُعتبر واحدة من الميزات الرائدة التي تم الإعلان عنها ضمن سلسلة هواتف Pixel 9 في حدث Made by Google 2024. هذه الأداة هي جزء من محرر Magic Editor في Google Photos، وتتيح للمستخدمين كتابة وصف بسيط لما يريدون أن تبدو عليه الصورة، ليقوم الذكاء الاصطناعي بتطبيق تلك الرؤية على الصورة بشكل تلقائي.
على الرغم من أن هذه الأداة قد تبدو غير ضارة للوهلة الأولى، حيث يمكن استخدامها لتعديلات مثل تحويل يوم مشمس إلى مشهد مغطى بالثلوج أو إضافة أو إزالة أشخاص أو أشياء من الصورة، إلا أن الوجه الآخر لهذه الأداة بدأ يظهر بوضوح، مثيراً مخاوف كبيرة. فقد أظهرت اختبارات المستخدمين والمراجعين أن هذه الأداة تمتلك القدرة على توليد محتوى غير لائق بكل سهولة، مما يفتح الباب أمام استخدامات سيئة وخطيرة. بعض العينات التي تم نشرها عبر الإنترنت تضمنت توليد صور لحوادث سيارات، وقنابل دخانية في الأماكن العامة، وملابس تبدو وكأنها تغطي جثثاً دموية، وأدوات تعاطي مواد ممنوعة، وكل ذلك يتم بفضل هذه الأداة.
تثير هذه الإمكانيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي المستخدم في أداة Reimagine تساؤلات جدية حول مدى خطورة التزييف والتحريف في الصور الرقمية. فعلى مدار عقود، كانت عملية التلاعب بالصور تتطلب مهارات متقدمة وبرامج متخصصة، وكانت تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لجعل المحتوى المزيف يبدو حقيقياً ومقنعاً. أما الآن، ومع ظهور أدوات مثل Reimagine، أصبح من السهل على أي شخص يمتلك هاتف Pixel 9 إجراء تعديلات جذرية على الصور، مما يفتح المجال أمام انتشار واسع للمحتوى المزيف.
إذا استمر التطور التكنولوجي في هذا الاتجاه، ومع بقاء القيود الفضفاضة وعدم وجود حدود واضحة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، فقد نجد أنفسنا أمام عالم يمكن فيه تزييف الفضائح، والحروب، والكوارث بسهولة ونشر معلومات مضللة على نطاق واسع. هذا الوضع قد يؤدي إلى تآكل الثقة في المحتوى الرقمي بشكل عام، حيث سيصبح من الصعب على الناس التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة، وقد يصل الأمر إلى درجة تجعل الناس يشككون في صحة أي صورة أو محتوى رقمي يصادفونه.
الجدير بالذكر أن هذا ليس التطور الأول من نوعه في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي وقت سابق، أطلقت شركة xAI، التي أسسها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، تحديثاً جديداً لأداة Grok 2، والذي جاء بقيود مخففة للغاية على قدرات نموذج توليد الصور. هذا التحديث تسبب في فيضان منصة X بآلاف الصور التي تحاكي شخصيات حقيقية من الحياة السياسية والفنية والاجتماعية، بما في ذلك محتوى غير لائق أو غير أخلاقي.
إضافة إلى أداة Reimagine، هناك أيضاً تطبيق Pixel Studio المثبت مسبقاً على هواتف Pixel 9، والذي يسمح للمستخدمين بإنشاء صور كاملة باستخدام الذكاء الاصطناعي. لكن هذا التطبيق يفتقر هو الآخر إلى إجراءات حماية كافية، حيث يسمح بتوليد صور تحمل سياقات مشبوهة ومتطرفة لشخصيات محمية بحقوق النشر والتوزيع، ودون إضافة أي علامات أو إشارات تدل على أن الصورة من صنع الذكاء الاصطناعي.
تثير هذه التطورات مخاوف كبيرة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال توليد الصور والتلاعب بها. وعلى الرغم من أن شركة Google قد تقوم بمعالجة هذه الثغرات في وقت لاحق، إلا أن السؤال يبقى: إلى متى سنظل نواجه ظهور ثغرات مماثلة؟ وإلى أي مدى ستتخذ الشركات الأخرى إجراءات جدية لتقييد قدرات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، على الأقل بين أيدي العامة؟ الإجابة على هذه التساؤلات تبقى مفتوحة، وسيكشف عنها الوقت.