Logo
نصلك بمستقبل التكنولوجيا

اشترك الآن

لآخر التحديثات

آخر الأخبار

توأم رقمي لدماغ فأر يفتح آفاقًا جديدة لفهم العقل البشري

منذ ٣ أشهر
سوالف تك

img

في إنجاز علمي لافت، تمكّن باحثون من كلية الطب بجامعة ستانفورد من ابتكار نموذج رقمي فائق الدقة لدماغ فأر، يُعرف باسم “التوأم الرقمي”. يشكل هذا النموذج قفزة هائلة في فهم آليات عمل الدماغ، إذ يُستخدم كأداة محاكاة مشابهة لأجهزة محاكاة الطيران التي يستخدمها الطيارون لتجريب مناوراتهم، ولكن هذه المرة على مستوى الخلايا العصبية، بهدف دراسة الدماغ واستجاباته في بيئة رقمية آمنة وغنية بالبيانات.

محاكاة القشرة البصرية باستخدام الذكاء الاصطناعي

يعتمد النموذج الجديد على الذكاء الاصطناعي لتصميم نسخة رقمية تحاكي القشرة البصرية في دماغ الفأر، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة المدخلات البصرية. قام العلماء بتدريب هذا النموذج على كميات ضخمة من البيانات العصبية الحقيقية التي تم تسجيلها من فئران أثناء مشاهدتها مقاطع فيديو مفعمة بالحركة، ما أتاح للنموذج التعرف على أنماط معقّدة من النشاط العصبي والتنبؤ بدقة بكيفية استجابة الدماغ لمشاهد جديدة.

من المحاكاة إلى الاستكشاف العلمي

وبحسب الدكتور أندرياس تولياس، أستاذ طب العيون في جامعة ستانفورد والمشرف الرئيسي على الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature في التاسع من أبريل، فإن التوأم الرقمي يفتح المجال أمام العلماء لإجراء عدد غير محدود من التجارب العلمية. فهو لا يتأثر بالعوامل البيولوجية كالعمر أو التعب، ما يسمح بتنفيذ تجارب تستغرق عادةً سنوات في غضون ساعات فقط.

وأضاف تولياس: “إذا أنشأت نموذجًا دقيقًا للدماغ، فبإمكانك أن تختبر آلاف السيناريوهات وتحللها رقميًا قبل تطبيق الأفضل منها على الدماغ الحقيقي. وهذا يوفر وقتًا وجهدًا هائلين، كما يقلل من الحاجة إلى التجارب المباشرة على الحيوانات”.

قدرة على التعميم تتجاوز حدود البيانات

يمثل هذا النموذج مثالًا بارزًا على ما يُعرف بـ”النماذج الأساسية” (Foundation Models) في الذكاء الاصطناعي، وهي نماذج تتعلم من كميات ضخمة من البيانات وتتمتع بالقدرة على التعميم، أي تطبيق ما تعلّمته على سياقات أو بيانات جديدة لم تُعرض عليها سابقًا. على عكس النماذج السابقة التي كانت تقتصر على إعادة إنتاج الأنماط التي تدربت عليها، يستطيع التوأم الرقمي التنبؤ بكيفية تفاعل الدماغ مع محفزات بصرية جديدة كليًا، سواء كانت صورًا أو مقاطع فيديو، بل ويمتد الأمر إلى تحليل خصائص الخلايا العصبية نفسها.

أفلام مثيرة للفئران!

لفهم طبيعة الرؤية لدى الفئران وتكييف المحتوى المرئي معها، ركّز الفريق البحثي على أفلام غنية بالحركة، مثل Mad Max، كون الفئران تمتلك رؤية ضبابية شبيهة بالرؤية الجانبية لدى البشر وتركّز أكثر على الحركة بدلًا من التفاصيل الدقيقة أو الألوان. ومن خلال أكثر من 900 دقيقة من تسجيلات الدماغ لثمانية فئران، تم تدريب النموذج الأساسي، الذي يمكن لاحقًا تخصيصه ليصبح توأمًا رقميًا لأي فأر آخر ببعض التعديلات البسيطة.

نتائج مذهلة وتطبيقات واعدة

بيّنت التجارب أن النموذج الرقمي يتمتع بدقة عالية في التنبؤ بردود أفعال الخلايا العصبية عند تعرّضها لمحفزات بصرية جديدة. ولم يقتصر الأمر على التنبؤ بالنشاط العصبي فقط، بل امتدت قدراته لتحليل بنية الخلايا العصبية وأنواعها والروابط بينها، ما يمثل فتحًا علميًا جديدًا في فهم كيفية تنظيم الدماغ لنفسه.

وللتحقق من صحة هذه التنبؤات، استعان الفريق بصور ميكروسكوبية إلكترونية دقيقة ضمن مشروع MICrONS، الذي يهدف إلى رسم خريطة شاملة للقشرة البصرية في أدمغة الفئران، وقد تطابقت نتائج التوأم الرقمي مع هذه الصور بدقة مدهشة.

تنظيم الدماغ يشبه علاقات البشر!

في دراسة أخرى مرتبطة، استخدم الباحثون التوأم الرقمي لاكتشاف الآليات التي تستخدمها الخلايا العصبية لاختيار الشركاء الذين ترتبط بهم. ومن المعروف أن الخلايا العصبية المتشابهة تتصل ببعضها البعض، لكن المفاجأة كانت في تحديد نوع هذا التشابه: فقد بيّنت النماذج أن الخلايا تفضل الارتباط بتلك التي تستجيب لنفس المحفز البصري، مثل اللون، بدلًا من القرب المكاني.

وقال الدكتور تولياس تعليقًا على ذلك: “الأمر يشبه اختيار الإنسان لأصدقائه بناءً على الاهتمامات المشتركة، لا على الموقع الجغرافي، وهذا يضيف بُعدًا جديدًا لفهم الشبكات العصبية”.

ماذا بعد؟

يرى الفريق البحثي أن ما تم تحقيقه حتى الآن ليس سوى بداية الطريق. ففي المرحلة المقبلة، يسعى العلماء إلى توسيع نطاق هذه النماذج لتشمل مناطق دماغية إضافية وأنواعًا أخرى من الحيوانات، خصوصًا الرئيسيات، التي تمتلك قدرات معرفية متقدمة، وصولًا إلى بناء توائم رقمية لأجزاء من دماغ الإنسان في المستقبل.

ويختم الدكتور تولياس بقوله: “القدرة على محاكاة الدماغ رقمياً هي المفتاح لفهمه بعمق غير مسبوق، وما نعمل عليه اليوم سيمهد الطريق لأدوات تشخيص وعلاج ثورية في الطب العصبي”.



آخر الأخبار
img
الإمارات تقود مستقبل الذكاء الاصطناعي بمساعدة Microsoft
منذ ٦ ساعات
سوالف تك
img
أفضل iPhone في 2025: أي موديل يناسبك فعلاً؟
منذ ٦ ساعات
سوالف تك
img
Galaxy S26 Ultra قد يُسقِط iPhone: هل هذه أقوى كاميرا في هاتف ذكي؟
منذ ١٢ ساعة
سوالف تك
img
كيف تنشئ كلمة مرور قوية وسهلة التذكّر لحماية حساباتك؟
منذ ١٢ ساعة
سوالف تك
img
أوبو تكشف عن سلسلة هواتف رينو١٤ بالتعاون مع جوجل جيميناي في الإمارات 
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
Bybit تثري أنماط حياة العملات الرقمية والويب 3.0 عبر حملة تسويق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن تطبيق Careem
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
شراكة بين كوغنيغي وتكنولدج لتسريع تبنّي وكلاء الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
الإمارات تقود ثورة الذكاء الاصطناعي في الإنقاذ!
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
إعدادات في أندرويد يجب إيقافها فورًا لتعزيز الأمان
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
ريادة الجيل الجديد من تقنيات تصوير الهواتف الذكية: الطلب المسبق على سلسلة HUAWEI Pura 80 يبدأ الآن في الإمارات العربية المتحدة
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
إنسينكراتور تفتتح أول مركز تدريب في أفريقيا لتزويد المستهلكين بأدوات مستدامة لإدارة النفايات
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
بروبرتي فايندر تطلق استطلاع PF Market Pulse وتكشف عن نية 72% من الباحثين عن منزل والبائعين للشراء خلال ستة أشهر
منذ يومين
سوالف تك
img
تاكيدا تُعيّن هيرنان بورسيل رئيسًا لمنطقة أوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا استمراراً لمسيرتها في القيادة والنمو
منذ يومين
سوالف تك
img
Power League Gaming تطلق منصة FUZE لترتقي بالتعاون بين صانعي المحتوى والعلامات التجارية في مجال الألعاب والتكنولوجيا وغيرها
منذ يومين
سوالف تك
img
11 نصيحة سهلة لتعزيز خصوصيتك على الإنترنت
منذ يومين
سوالف تك
النشرة الإلكترونية

ابقى على اطلاع بآخر التحديثات في المواضيع التي تهمك

EmailIcon
2025 @ حقوق الملكية محفوظة لسوالف تِك
SawaliftechLogo