آخر الأخبار
دراسة جديدة تكشف تأثير استخدام الشاشات قبل النوم على الأرق وجودة النوم

في عالمنا المعاصر، أصبح من الطبيعي أن نجد الكثير من الناس يضعون هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية بجانبهم عندما يذهبون إلى السرير. أصبح استخدام الشاشات قبل النوم جزءًا من روتين العديد من الأشخاص، ولكن هل فكرت يومًا في تأثير هذا الأمر على جودة نومك؟
الرحلة إلى عالم النوم المضطرب
أثناء مرورنا بيوم مليء بالأنشطة، نجد أنفسنا أحيانًا نسعى للحصول على لحظة من الراحة، ونجد أن السرير هو المكان المثالي للاسترخاء. لكن هل تدرك أن تلك اللحظات التي تقضيها مع شاشة هاتفك قبل أن تغمض عينيك قد تكون السبب في عدم قدرتك على النوم العميق؟
في هذه القصة، نحن نتحدث عن دراسة جديدة قامت بها مجموعة من الباحثين في النرويج، لتسليط الضوء على التأثير الكبير لاستخدام الشاشات قبل النوم على جودة النوم. وفي هذه الدراسة، تم دراسة عادات أكثر من 45,000 طالب نرويجي تتراوح أعمارهم بين 18 و 28 عامًا، وتحليل عاداتهم الرقمية وتأثيرها على نومهم.
تأثير الأضواء الزرقاء على عقلك
بدأت القصة عندما بدأ الطلاب في النرويج يلاحظون أن استخدامهم المستمر للأجهزة الإلكترونية كان يؤثر على نومهم بشكل واضح. وجدوا أنفسهم يقضون ساعات في التحديق في شاشات هواتفهم أو مشاهدتهم للأفلام قبل النوم، مما جعلهم غير قادرين على النوم بسهولة. وبالرغم من أن معظمهم كانوا يعتقدون أن ذلك لا يؤثر عليهم، فإن النتائج كانت مفاجئة.
تفاصيل الدراسة: كم من الوقت قضاه الطلاب مع شاشاتهم؟
قام الباحثون بطرح أسئلة على 45,202 طالب نرويجي لمعرفة ما إذا كانوا يستخدمون الشاشات بعد الذهاب إلى السرير، وكم من الوقت يقضون في ذلك. كانت الإجابة صادمة: يقضي معظم الطلاب وقتًا طويلًا مع أجهزتهم بعد الساعة العاشرة مساءً. لكن الباحثين أرادوا أن يعرفوا أكثر من ذلك. هل كانت الأنشطة التي يمارسونها – مثل تصفح الإنترنت، أو اللعب بألعاب الفيديو، أو مشاهدة الأفلام – تؤثر على نوعية نومهم؟ فكان الجواب الواضح: نعم.
النتائج التي صدمت الجميع
لم يكن الأمر مجرد شعور بسيط بعدم الراحة عند النوم. إذ أظهرت النتائج أن الطلاب الذين يستخدمون الشاشات بعد الساعة العاشرة مساءً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأرق بنسبة 59%. الأرق هنا يعني الشعور المستمر بالتعب والنعاس خلال النهار، بسبب صعوبة النوم ليلاً.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. في المتوسط، كان الطلاب الذين يقضون وقتًا أطول مع شاشاتهم ينامون لمدة 24 دقيقة أقل. وهذا بسبب ظاهرة تُسمى “إزاحة الوقت”، حيث يستهلك الأشخاص وقتًا كان من الممكن أن يُخصص للراحة في متابعة الأنشطة الإلكترونية، مما يؤدي إلى تأخير موعد نومهم.
الحلول التي قدمتها الدراسة لتحسين النوم
بعد أن تم اكتشاف هذه النتائج، أشار الباحثون إلى بعض النصائح البسيطة التي يمكن أن تساعد في تحسين جودة النوم. أضافت الدكتورة “غونهيلد جونسن هيتلاند”، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن التوقف عن استخدام الشاشات قبل النوم بحوالي 30 إلى 60 دقيقة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على النوم. كما نصحت بتفعيل الوضع “صامت” على الهواتف لتقليل الإشعارات المزعجة التي يمكن أن تُفسد نومك.
قيود الدراسة: أين تكمن الحواجز؟
على الرغم من أن الدراسة كانت مثيرة للاهتمام وكشفت عن نتائج مهمة، أشار الباحثون إلى بعض القيود. فقد ركزت الدراسة على طلاب نرويجيين فقط، مما يعني أن النتائج قد تختلف في ثقافات أو مناطق جغرافية أخرى. علاوة على ذلك، دمج الباحثون بعض الأنشطة مثل الاستماع للموسيقى أو اللعب بالألعاب الإلكترونية في فئة واحدة، مما قد يُغفل تأثيرات معينة قد تكون خاصة بكل نشاط.
وأكدت الدكتورة “غونهيلد” أنه لا يمكن الجزم بأن استخدام الشاشات هو السبب المباشر للأرق، فالأمر قد يتعلق بالعديد من العوامل الأخرى. كما أن الدراسة لم تتضمن قياسات فسيولوجية قد تكون أكثر دقة في فهم تأثيرات التكنولوجيا على نوم الإنسان.
هل حان الوقت للتغيير؟
عندما تفكر في الأمر، قد يبدو استخدامك للشاشات قبل النوم أمرًا غير مهم، خاصةً إذا كنت تشعر بأنك لا تتأثر بذلك. لكن، كما تكشف هذه الدراسة، فإن هذه العادة قد تكون السبب الرئيسي وراء الأرق الذي يعيق نومك.
لذا، إذا كنت تجد صعوبة في الحصول على قسط كافٍ من النوم أو تشعر بالتعب طوال اليوم، فربما حان الوقت لتغيير بعض عاداتك. ما رأيك في أن تبدأ بتقليص وقت استخدام الشاشات قبل النوم؟ جرب هذه النصيحة البسيطة وراقب الفرق الذي قد يحدث في جودة نومك وصحتك العقلية.