آخر الأخبار
آبل تطوّر نموذج ذكاء اصطناعي متقدّم ينافس ChatGPT

تعمل شركة آبل بصمت على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي لغوي متقدم منافس لـChatGPT، في خطوة تعد الأبرز حتى الآن في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي من جانب عملاق التكنولوجيا الأميركي. النموذج الجديد، الذي يُعرف داخليًا بالاسم الرمزي “Apple GPT”، يتم تطويره بعيدًا عن الأضواء، لكنه يثير اهتمامًا واسعًا في الأوساط التقنية بسبب طموح الشركة بدمجه عميقًا في نظامها البيئي.
آبل تدخل المنافسة بعد تأخّر استراتيجي
لطالما بقيت آبل متأخرة نسبيًا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، مقارنةً بشركات مثل مايكروسوفت (من خلال شراكتها مع OpenAI) أو غوغل (عبر تطوير Gemini). إلا أن تقارير حديثة تشير إلى أن آبل تسعى لتعويض هذا التأخير عبر استثمارات ضخمة وتوظيف كبار المهندسين والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي لبناء نموذج قوي، خاص بها، يتكامل بسلاسة مع أجهزتها مثل iPhone وiPad وMac.
التركيز على الخصوصية والتكامل السلس
ما يميز نهج آبل هو تركيزها الشديد على الخصوصية وتجربة المستخدم المتكاملة. ومن المتوقع أن يتم بناء النموذج الجديد بطريقة تراعي خصوصية بيانات المستخدم، من خلال الاعتماد على المعالجة المحلية للبيانات على الجهاز نفسه، دون إرسالها إلى خوادم خارجية—وهو ما يُعد سمة بارزة في فلسفة آبل منذ سنوات.
كما تسعى الشركة إلى دمج هذا النموذج مع المساعد الذكي Siri، مما قد يعيد إحياء سيري بشكل أكثر ذكاءً وتفاعلية. المستخدمون قد يشهدون قريبًا نسخة جديدة من سيري قادرة على كتابة رسائل، تلخيص محتوى، تنفيذ أوامر معقدة، والرد على أسئلة بصياغة طبيعية أقرب إلى البشر.
خطوات عملية وموعد الإطلاق المحتمل
بحسب المعلومات المتوفرة، تُجري آبل حاليًا اختبارات داخلية واسعة لنموذج Apple GPT، ويجري استخدامه من قبل موظفي الشركة تحت إشراف دقيق. وبينما لم تحدد الشركة موعدًا رسميًا للإطلاق، تشير توقعات صحفية إلى احتمال دمج هذا النموذج في نظام iOS 18، أو تقديمه خلال مؤتمر المطورين القادم.
هذا يعني أن المستخدمين قد يلمسون بداية التحول في تجربة آبل الذكية في عام 2025، مع احتمالية أن تطلق الشركة أدوات وخدمات تعتمد على هذا الذكاء الاصطناعي بشكل تدريجي.
منافسة محتدمة مع عمالقة الذكاء الاصطناعي
تواجه آبل تحديًا كبيرًا في دخول سوق أصبح مزدحمًا بالفعل. فـChatGPT يحظى بشعبية عالمية واسعة، وجيميني من غوغل يسعى لاحتلال مكانة متميزة على هواتف أندرويد ومنتجات غوغل المختلفة. لكن ما تملكه آبل هو قاعدة مستخدمين ضخمة، وثقة عالية من الجمهور، ونظام بيئي متكامل يمكنه استيعاب نموذج ذكاء اصطناعي جديد بمرونة كبيرة.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في نظام آبل
إذا نجحت آبل في تطوير نموذج قوي بالفعل، فقد نشهد تغيرًا جذريًا في طريقة استخدام المستخدمين لأجهزتهم. ليس فقط على مستوى الأوامر الصوتية، بل في كيفية البحث، إنشاء المحتوى، التفاعل مع التطبيقات، وتخصيص التجربة اليومية.
كما قد تفتح هذه الخطوة الباب أمام تطوير أدوات جديدة للمطورين داخل نظام آبل، تسمح بدمج قدرات Apple GPT في التطبيقات المختلفة، ما يُثري النظام البيئي ويمنح آبل موطئ قدم قوي في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي.