آخر الأخبار
الذكاء الاصطناعي يحدث نقلة نوعية في الكشف عن إساءة معاملة الأطفال داخل أقسام الطوارئ

كشفت دراسة حديثة عن إمكانيات واعدة لنماذج الذكاء الاصطناعي في تحديد حالات الإساءة الجسدية التي يتعرض لها الأطفال، وذلك بدقة تفوق الطرق التقليدية المستخدمة في المستشفيات والتي تعتمد على الرموز التشخيصية (coding). وقد طُور هذا النموذج المتقدم باستخدام تقنيات تعلم الآلة من قبل مجموعة من الباحثين المتخصصين، بهدف تحسين قدرة الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية على رصد علامات الإساءة المبكرة ومعالجتها بفعالية.
نتائج واعدة وتحسّن كبير في الدقة
أظهرت نتائج الدراسة أن النموذج الذكي الجديد تمكن من اكتشاف مؤشرات الإساءة الجسدية للأطفال الذين زاروا أقسام الطوارئ بشكل أكثر دقة مقارنة بالأساليب التقليدية. فالطرق المعتمدة حاليًا، والتي تعتمد على إدخال الرموز التشخيصية من قبل مقدمي الرعاية أو الموظفين الإداريين، قد أخفقت في تحديد نحو 8.5% من الحالات بشكل دقيق، ما يعرض حياة الأطفال للخطر بسبب التأخير في التشخيص أو تجاهل الحالة.
تفاصيل الدراسة
نُشرت هذه النتائج ضمن فعاليات مؤتمر الجمعية الأكاديمية لطب الأطفال (Pediatric Academic Societies) لعام 2025، والذي انعقد بين 24 و28 أبريل في مدينة هونولولو. وركزت الدراسة على تحليل بيانات 3,317 حالة زيارة لقسم الطوارئ لأطفال تعرضوا لإصابات يُشتبه في كونها نتيجة إساءة أو عنف جسدي، ضمن سبعة مستشفيات متخصصة بطب الأطفال في الولايات المتحدة خلال الفترة من فبراير 2021 وحتى ديسمبر 2022.
وكانت جميع الحالات لطفل دون سن العاشرة، مع الإشارة إلى أن حوالي 75% من الأطفال المشمولين في الدراسة كانوا دون سن الثانية، ما يُظهر مدى أهمية وضرورة وجود أدوات دقيقة في هذا السن الحرج.
اعتمد الباحثون على خوارزمية تعلم آلي تم تطويرها خصيصًا لتمييز حالات الإساءة الجسدية عبر دمج وتحليل بيانات الرموز التشخيصية المرتبطة بالإصابات الخطرة وعلامات الإساءة المحتملة.
رأي الخبراء
علقت الدكتورة Farah Brink، المتخصصة في حالات إساءة معاملة الأطفال في مستشفى Nationwide Children’s Hospital وأستاذة مساعدة في جامعة ولاية أوهايو، بقولها:
“يعزز هذا النموذج المدعوم بالذكاء الاصطناعي القدرة على التقاط مؤشرات الإساءة التي قد لا تكون واضحة من النظرة الأولى أو من خلال الإجراءات التقليدية، وهو ما يمكن أن يحدث فرقًا حاسمًا في حياة الأطفال”.
وأضافت:
“يمثل هذا التوجه نقلة نوعية في كيفية تعامل المجتمع الطبي مع البيانات الحساسة، كما يفتح الباب أمام استخدام أوسع للذكاء الاصطناعي في كشف ومنع إساءة معاملة الأطفال.”
مستقبل واعد لحماية الطفولة
تعكس هذه الدراسة تطورًا مهمًا في سبل الحماية المبكرة للأطفال، وتؤكد على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في سد الثغرات التي قد تعجز عنها الأساليب التقليدية. وبتوظيف نماذج التعلم الآلي المتقدمة، يمكن للمؤسسات الطبية أن تطور من آليات المراقبة والاستجابة، وتحقيق نتائج أكثر عدالة وإنسانية في مجال رعاية الطفولة.