آخر الأخبار
هل يمكن للروبوتات أن تسبح في عروقنا؟ مستقبل الطب يبدأ من الداخل

تخيل روبوتات صغيرة بحجم خلايا الدم تسبح داخل جسمك، تصل إلى أماكن دقيقة، تعالج، تفتح انسدادات، أو حتى توصل أدوية إلى خلايا محددة… لم تعد هذه خيالًا علميًا، بل مشروعًا فعليًا تحت التطوير في مراكز أبحاث طبية وهندسية متقدمة.
واحدة من هذه الابتكارات هي “فريق السباحة داخل الوريد” — وهي تقنية تجمع بين الهندسة الطبية الحيوية والذكاء الاصطناعي والروبوتات الدقيقة، بهدف ابتكار وحدات آلية مجهرية قادرة على الحركة الذاتية داخل الأوعية الدموية.
كيف تعمل هذه الروبوتات المجهرية؟
الروبوتات، التي تُعرف علميًا باسم Microswimmers، صممت لتكون بحجم ميكرومتري (أي أصغر بكثير من شعرة الإنسان). تتحرك من خلال بيئة الجسم المعقدة مستفيدة من تصميمات ديناميكية مستوحاة من طريقة سباحة البكتيريا.
يتم تشغيلها عبر مجالات مغناطيسية خارجية، ما يمنح الأطباء تحكمًا في اتجاهها وسرعتها، دون الحاجة إلى تدخل جراحي. والأهم، يتم تصنيعها من مواد قابلة للتحلل الحيوي لتجنب أي تراكم في الجسم بعد انتهاء مهمتها.
ما التطبيقات الطبية لهذه التقنية؟
هذه الروبوتات قد تُحدث تغييرًا جذريًا في عدد من المجالات الطبية:
- العلاج الموجه للأورام: بدلاً من العلاج الكيميائي العام، يمكن توجيه الدواء إلى الخلايا السرطانية فقط.
- فتح الجلطات: تتحرك نحو الانسدادات الدموية وتفرز مواد تذيبها محليًا.
- استهداف الالتهابات العميقة: تصل إلى مواقع يصعب على الأدوية التقليدية الوصول إليها.
كما يُمكن استخدامها لجمع بيانات بيولوجية دقيقة من أماكن يصعب أخذ عينات منها بطرق تقليدية.
الذكاء الاصطناعي هو المفتاح
أحد المكونات الأساسية في تطوير “السباحين داخل الوريد” هو دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تسمح للروبوت باتخاذ قرارات لحظية: تغيير المسار عند الاصطدام، تعديل السرعة، أو إيقاف الحركة إذا استشعر تغيرات بيئية معينة داخل الجسم.
تحديات لا تزال قائمة
رغم الإمكانات الثورية، هناك عقبات يجب التغلب عليها قبل اعتماد التقنية سريريًا:
- التحكم الكامل في الحركة داخل تدفق دم سريع ومتغير.
- التحقق من سلامة المواد في البيئات الحيوية الحساسة.
- تطوير طرق لتتبع الروبوت بدقة في جسم الإنسان.
لكن مع تقدم الأبحاث، يبدو المستقبل أقرب مما نتصور.