آخر الأخبار
الصين والروبوتات البشرية: ثورة صناعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

في مستودع ضخم بضواحي شنغهاي، تعمل مئات الروبوتات الشبيهة بالبشر (humanoids) بجهد مستمر طوال اليوم، تنفّذ مهامًا متنوعة مثل طي القمصان، تحضير السندويش، وفتح الأبواب. الهدف؟ جمع كم هائل من البيانات النوعية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتطوير “عوائل ذكية محنّكة” تقود مستقبل التصنيع.
دعم حكومي غير مسبوق يتحدّى التحديات الاقتصادية
واحدة من أبرز نقاط قوة الصين هي الدعم الحكومي الهائل لهذا القطاع. فقد خصّصت الحكومة أكثر من 20 مليار دولار في السنة الأخيرة فقط، إضافة إلى إنشاء صندوق بقيمة تريليون يوان لدعم الشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات. كما ارتفعت مشتريات الدولة من هذه الروبوتات من 4.7 مليون يوان في 2023 إلى 214 مليون في 2024، ما يُبرز اعتمادًا رسميًا قوياً في تعزيز التكنولوجيا المحلية.
ومع توافر سلسلة توريد تغطي حوالي 90% من مكونات الروبوتات، تستطيع الصين تقديم روبوتات بأسعار تبدأ من 12,000 دولار تقريبًا—أقل كثيرًا من المنافس الأمريكي (في حالة Tesla Optimus)، ما يعزز موقعها التنافسي على الساحة العالمية.
“دماغ” ذكي… وروبوتات حقيقية
الشركات الناشئة مثل AgiBot وMagicLab لا تركز فقط على تصميم هياكل الروبوتات، بل تستثمر كثيرًا في تطوير “الدماغ” الحقيقي: نماذج AI خاصة، وتدريب عبر مواقع تجمع فيها الروبوتات والعمال البشريون بيانات واقعية للأداء (مثل AgiBot في شنغهاي).
كما تمت دمج هذه الروبوتات مع أنظمة ذكاء صينية مثل DeepSeek وQwen من علي بابا وDoubao من ByteDance، ما يجعل الأداء متقدمًا وذكياً في تنفيذ مهام مخصصة.
وحيث دفعت الصين بقطاعها بقوة نحو تجارب علنية، شارك الرئيس شي جين بينغ مؤخرًا في زيارة لأحد مصانع AgiBot، وسأله مازحًا إن كانت الروبوتات يمكن أن تكون جزءًا من المنتخب الوطني لكرة القدم مستقبلاً.
تعزيز الإنتاجية… وليس الاستغناء عن الإنسان
رغم الانتشار السريع، تشدد السلطات الصينية على أن هذه الروبوتات ليست بديلاً للعمال، بل تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وتحقيق مهام خطرة أو متكررة. فحسب مسؤول في أحد الأحواض الصناعية، الروبوت يكون في جانب والإنسان في جانب آخر—كلٌ يعمل ضمن دوره دون تداخل.
إلى أين يتجه العالم؟
من المتوقع أن يصل عدد روبوتات الإنسان الصناعية إلى مليون وحدة سنويًا بحلول 2030 إذا استمرت الأسعار في الانخفاض والدعم الحكومي قائمًا. وهذا يعني توجّهًا صناعيًا جديدًا يتجاوز الصين، ليشمل دولًا عديدة، خاصة إذا توافقت التكنولوجيا مع احتياجات سوق العمل في كل منها.