آخر الأخبار
الصين تنافس سبيس إكس: تقنية الإطلاق الكهرومغناطيسي قد تغيّر مستقبل الفضاء

في إطار سعيها لتعزيز مكانتها كقوة فضائية عالمية، حقق برنامج الفضاء الصيني إنجازات بارزة خلال السنوات الأخيرة، حيث أطلقت محطة “تيانغونغ” الفضائية، ونشرت المركبة الجوالة “تشورونغ” على سطح المريخ عام 2021، وجمعت عينات من الجانب البعيد للقمر.
واليوم، تستعد الصين لاتخاذ خطوة جريئة في سباق الفضاء، عبر تطوير نظام إطلاق صواريخ متطور قد يشكل منافسة مباشرة لسبيس إكس في مجال إطلاق الأقمار الصناعية. يعمل هذا النظام الجديد، الذي تطوره شركة “غالاكتيك إنرجي”، بتقنية الإطلاق الكهرومغناطيسي أو “ماغليف”، التي تهدف إلى تحقيق سرعات فائقة وإطلاق الأقمار الصناعية بفعالية أكبر. ووفقًا للتقارير، من المتوقع أن يصبح هذا النظام جاهزًا للعمل بحلول عام 2028.
ابتكار صيني لمنافسة سبيس إكس
تعد “غالاكتيك إنرجي” واحدة من الشركات الصينية الناشئة الطموحة في مجال الفضاء، إذ سبق أن أعلنت في العام الماضي عن تطوير “بالاس-1”، أول صاروخ صيني قابل لإعادة الاستخدام. والآن، تسعى الشركة إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق عبر إطلاق أول منصة إطلاق كهرومغناطيسية في العالم، وهو ما قد يسمح لصناعة الفضاء الصينية بمواكبة التطورات التي تقودها “سبيس إكس”.
ويستند النظام الجديد إلى مغناطيسات فائقة التوصيل، تعمل على تسريع الصاروخ إلى سرعات تفوق سرعة الصوت قبل أن يبدأ محركه بالاشتعال والانطلاق إلى الفضاء. ويجري تطوير هذه التقنية بالتعاون مع حكومة زيانغ في سيتشوان وشركة علوم وصناعة الفضاء الصينية (CASIC)، وهي خطوة تُظهر مدى التزام الصين بالاستثمار في تقنيات الإطلاق المستقبلية.
تقنيات الإطلاق الفضائي التجريبية: بداية عصر جديد
لا تُعد المنصات الكهرومغناطيسية الوسيلة التجريبية الوحيدة التي قد تعيد تشكيل مستقبل إطلاق الأقمار الصناعية. فعلى سبيل المثال، تعمل الشركة الأمريكية “سبين لونش” على تطوير جهاز طرد مركزي ضخم يمكنه إرسال المركبات الفضائية الصغيرة نحو الفضاء عبر قوة الطرد الهائلة.
وتعتمد هذه التقنيات على فكرة توفير الطاقة في مرحلة الإطلاق الأولي، مما يقلل الاعتماد على كميات الوقود الهائلة المطلوبة في الصواريخ التقليدية. وتشير التقديرات إلى أن الأنظمة التجريبية الجديدة ستخفض تكاليف الإطلاق، وتعزز سعة الحمولة، كما ستحتاج إلى صيانة أقل مقارنة بالمنصات التقليدية، مما يسهم في زيادة عدد عمليات الإطلاق بوتيرة أسرع.
وبحسب لي بينغ، رئيس معهد زيانغ لأبحاث تكنولوجيا الإطلاق الفضائي التجاري، فإن تقنية المنصات الكهرومغناطيسية قد تغيّر قواعد اللعبة، إذ يمكن أن تضاعف سعة الحمولة وتخفض تكاليف الإطلاق، مما يجعلها خيارًا واعدًا للمنافسة العالمية في صناعة الفضاء.
هل تحقق الصين قفزة نوعية في سباق الفضاء؟
رغم المخاطر المحتملة المرتبطة بالأنظمة التجريبية، فإن نجاح الإطلاق الكهرومغناطيسي قد يؤدي إلى ثورة في قطاع الفضاء، ويمنح الصين ميزة تنافسية جديدة في مواجهة الشركات الأمريكية مثل سبيس إكس. وإذا تمكنت الصين من تطوير هذه التقنية بنجاح، فقد نشهد تحولًا جذريًا في طريقة إرسال الأقمار الصناعية، مما يعزز مكانة بكين كأحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة الفضاء العالمية.