آخر الأخبار
فضيحة تجسس عالمية: “بيغاسوس” يخترق الخصوصية عبر القارات

في واحدة من أكبر عمليات التجسس السيبراني المعروفة حتى الآن، كشفت وثيقة قضائية حديثة عن قائمة ضحايا واسعة لبرمجية “بيغاسوس” التي طورتها مجموعة NSO الإسرائيلية. ووفقًا للبيانات المرفقة بالدعوى القضائية التي رفعتها شركة “واتساب”، فقد تصدرت المكسيك قائمة الدول المتضررة بـ456 ضحية، تلتها الهند بـ100 ضحية، ثم البحرين بـ82، والمغرب بـ69، وباكستان بـ58، فيما سجلت إسرائيل 51 ضحية.
الأمر لم يقتصر على الدول النامية، بل شمل أيضًا دولاً أوروبية وغربية مثل إسبانيا، هولندا، المجر، فرنسا، المملكة المتحدة، وحتى الولايات المتحدة، التي تم تسجيل ضحية واحدة فيها، مما يؤكد البعد الدولي لعمليات التجسس.
نطاق عالمي واستهداف حكومي
الرسم البياني المُرفق بالدعوى يوضح توزيع الضحايا بحسب الدول، مما يعكس الامتداد العالمي لبرمجية بيغاسوس واستخدامها من قبل عملاء حكوميين في عمليات تجسس منظمة. اللافت أن كل هذا حدث خلال فترة قصيرة جدًا، بين شهري أبريل ومايو 2019، حيث تم استهداف أكثر من ألف مستخدم.
وأشارت “واتساب” إلى أن الهجمات لم تكن دائمًا من حكومات الضحايا أنفسهم، بل في أحيان كثيرة كانت جهات أجنبية تستخدم البرنامج للتجسس عبر الحدود، مما يعزز المخاوف من تحول هذه التقنية إلى أداة مراقبة عابرة للدول.
أصوات تحذيرية: ما خفي كان أعظم
الخبيرة في الأمن السيبراني رونا ساندفيك أكدت أن الأرقام المعلنة لا تعكس الواقع الكامل، قائلة: “العديد من الضحايا لم يبلغوا، أو لم يتم فحص أجهزتهم، أو اختاروا الصمت”، مضيفة أن القائمة “ليست سوى قمة جبل الجليد”.
ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن المكسيك وحدها أنفقت أكثر من 60 مليون دولار على برمجيات تجسس من مجموعة NSO، بينما بلغ سعر ترخيص أداة اختراق واتساب حوالي 6.8 مليون دولار سنويًا، محققة عائدات تجاوزت 31 مليون دولار في عام 2019 فقط.
حكم تاريخي ومحاكمة مرتقبة
في تطور قانوني هام، أصدرت محكمة أميركية حكمًا يقضي بأن مجموعة NSO انتهكت قوانين مكافحة القرصنة الإلكترونية، وهو ما وصفه مراقبون بأنه سابقة قانونية قد تفتح الباب أمام ملاحقة شركات التجسس السيبراني عالميًا.
ومن المتوقع أن تُعقد جلسة استماع لاحقة لتحديد قيمة التعويضات المالية التي ستدفعها NSO لشركة واتساب.