آخر الأخبار
السعودية تسير بخطى واثقة نحو الريادة العالمية في صناعة الألعاب الإلكترونية

يشهد قطاع الألعاب الإلكترونية في المملكة العربية السعودية طفرة غير مسبوقة، جعلته واحدًا من أسرع القطاعات نموًا في المنطقة، مدفوعًا بعوامل رئيسية مثل الحضور الكثيف للشباب، والدعم الحكومي الواسع، والاستثمارات الضخمة من القطاعين العام والخاص، إلى جانب استضافة فعاليات رياضات إلكترونية عالمية المستوى.
وبحسب تقرير “صناعة الألعاب الإلكترونية في المملكة العربية السعودية 2025″، بلغ عدد اللاعبين في المملكة أكثر من 21 مليون لاعب، وحققت الصناعة إيرادات تُقدّر بـ 1.13 مليار دولار أمريكي في عام 2023. وتشير التوقعات إلى أن هذا الرقم سيتضاعف عدة مرات ليصل إلى 13.6 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6%.
كما يتوقع التقرير أن تُساهم هذه الصناعة الحيوية بـ 13 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2030، مما يعكس تأثيرها الكبير على الاقتصاد الوطني. ومن المتوقع كذلك أن تؤدي هذه الطفرة إلى توفير ما يقرب من 39 ألف وظيفة جديدة، في مجالات متعددة تشمل تطوير الألعاب، تنظيم الفعاليات، التسويق الرقمي، وتصميم الجرافيك.
حضور قوي للمرأة ونمو الرياضات الإلكترونية
واحدة من أبرز ملامح تطور القطاع هو المشاركة المتزايدة للمرأة السعودية، حيث يشير التقرير إلى أن 20% من لاعبي الرياضات الإلكترونية في المملكة هم من النساء، وهو رقم يفوق المتوسط العالمي الذي يبلغ 5% فقط، ما يعكس مستوى التمكين والانفتاح الذي يشهده هذا المجال في المملكة.
وقد كانت بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي أُقيمت مؤخرًا في السعودية، إحدى أبرز المؤشرات على المكانة المتنامية للمملكة في هذه الصناعة، حيث استقطبت أكثر من 500 مليون مشاهد حول العالم، وحققت أكثر من 250 مليون ساعة مشاهدة، إلى جانب بيع أكثر من 175 ألف تذكرة، وجذب ما يزيد عن مليوني زائر إلى مدينة بوليفارد رياض سيتي.
استثمارات ضخمة وخطط طموحة
في إطار جهودها لتكون مركزًا عالميًا للألعاب الإلكترونية، قامت السعودية بضخ استثمارات ضخمة في هذا القطاع. ومن أبرز المبادرات الاستثمارية:
صندوق مجموعة “سافي جيمز” بقيمة 8.3 مليار دولار، والذي يهدف إلى الاستحواذ على شركات تطوير الألعاب العالمية.
صندوق استثماري آخر يختص بقطاع الألعاب، بقيمة 38 مليار دولار، مخصص لدفع عجلة الابتكار والتوسع في هذه الصناعة.
وعلى صعيد الفعاليات، كشف التقرير عن خطط لتنظيم بطولة رياضات إلكترونية بمستوى أولمبي في المملكة خلال الربع الأخير من عام 2025، في خطوة من شأنها ترسيخ موقع السعودية كمضيف لأهم بطولات العالم في هذا المجال.
طموح بلا حدود
تسير المملكة بخطى مدروسة نحو تحقيق هدفها بأن تصبح عاصمة عالمية للألعاب الإلكترونية، من خلال دمج الرياضات الإلكترونية بتطوير الألعاب، وتعزيز البيئة الاستثمارية، وتوفير بنية تحتية رقمية حديثة، وكل ذلك في إطار رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وفتح آفاق جديدة للابتكار والتقنية.