آخر الأخبار
ثغرة أمنية في هيونداي “أيونيك 5”: سرقة في 20 ثانية فقط

في المملكة المتحدة، كان إليوت إنغرام، الخبير في الأمن الرقمي، يعيش حياتهم اليومية في منزله. ولكنه لم يكن يعلم أن كاميرا المراقبة الخاصة به ستوثق لحظة غير متوقعة ستغير نظرته إلى الأمان في السيارات الحديثة للأبد. في تلك اللحظة، كان يراقب، عبر شاشته، لصًا يقترب من سيارته من طراز “هيونداي أيونيك 5″، السيارة الكهربائية التي يملكها. لم يستغرق اللص سوى 20 ثانية فقط ليتمكن من فتح السيارة وسرقتها، دون الحاجة إلى أي أدوات معقدة. كان السرقة أسرع مما توقعه الجميع، لكن السر هو أن هذه الحادثة كشفت عن ثغرة أمنية خطيرة في السيارات الحديثة.
الجهاز السحري لفتح السيارة
لقد لاحظ إنغرام في وقت لاحق أن السارق كان يحمل جهازًا صغيرًا، وكان من الواضح أنه كان قد استخدمه لاختراق النظام الرقمي لسيارته. هذا الجهاز، الذي يباع على الإنترنت مقابل 16 ألف دولار، يعيد إنتاج إشارة المفتاح الرقمي للسيارة بشكل دقيق. يعتمد الجهاز على تكنولوجيا مشابهة لجهاز الألعاب القديم “نينتندو غيم بوي”، ويستطيع اختراق السيارة في غضون دقائق، مما يتيح للسارق سرقة السيارة في ثوانٍ معدودة.
المفتاح الرقمي: سلاح ذو حدين
تسوق شركة “هيونداي” لسياراتها باستخدام مفاتيح رقمية ذكية، تتيح للمستخدمين قفل الأبواب وتشغيل المحرك باستخدام هواتفهم أو جهاز المفتاح الرقمي. وتدعي الشركة أن هذه الأنظمة توفر حماية عالية ضد السرقة، لكن حادثة سرقة إنغرام أثبتت أن هذه الأنظمة لم تكن محصنة بالكامل ضد اختراقات متطورة. وأوضح إنغرام أنه لم يتلق أي تحذيرات من الشركة بشأن هذا النوع من المخاطر الأمنية. يقول إنغرام: “لو كنت قد علمت عن هذا الخطر، لكانت لدي خيارات أخرى لتأمين سيارتي مثل إضافة جهاز إغلاق ثاني أو قفل عجلة القيادة”.
تحذيرات قديمة تم تجاهلها
هذه ليست الحادثة الأولى التي تكشف عن ضعف في الأنظمة الرقمية للسيارات. قبل عدة سنوات، حذر خبراء الأمن من أن تقنيات فتح السيارة عن بُعد تجعل السيارات عرضة للاختراق بسهولة. ورغم تحذيراتهم، استمرت الشركات في تطوير هذه الأنظمة دون الأخذ بعين الاعتبار المخاطر الحقيقية التي قد تطرأ في حال استغل السارقون هذه الثغرات.
هيونداي تتفاعل مع الأزمة
بعد الحادثة، أعلنت شركة هيونداي أنها تعمل على التحقيق في السرقة بالتعاون مع الشرطة، وتبحث في كيفية استخدام السارقين للجهاز الإلكتروني المقرصن. كما أكدت الشركة أنها ستواصل تحديث الأنظمة الأمنية لسياراتها لضمان تقليل المخاطر المستقبلية. ومنذ فبراير 2024، أصبحت السيارات الجديدة المزودة بنظام الأمان الرقمي تتضمن تحديثات مصممة لحماية السيارات بشكل أفضل من هذه النوعية من السرقات.
مشكلة سرقة السيارات في المملكة المتحدة
تزامنت حادثة سرقة “أيونيك 5” مع زيادة حادة في سرقات السيارات في المملكة المتحدة، حيث أظهرت الإحصاءات الأخيرة أن سرقات السيارات قد ارتفعت بنسبة 84% بين عامي 2014 و2024. ونشرت التقارير أن حوالي 40% من السرقات كانت نتيجة لاستخدام أجهزة التحكم عن بُعد، التي يمكنها اختراق الأنظمة الرقمية للسيارات.
السباق ضد الجريمة المنظمة
في الوقت الذي تسعى فيه الشركات المصنعة للسيارات إلى تعزيز أنظمة الأمان، تتزايد المخاوف من انتشار التكنولوجيا التي تستخدمها الشبكات الإجرامية لاختراق السيارات الحديثة. وفقًا لكين مونرو، الشريك المؤسس لشركة “بين تيست بارتنر”، المتخصصة في الأمن السيبراني، فإن السارقين لم يعودوا بحاجة إلى خبرة اختراق متقدمة. “كل ما عليهم فعله هو شراء الأدوات المتوفرة على الإنترنت، والتي تمكنهم من سرقة السيارة بسهولة.”
هيونداي تعد بتحديثات مستمرة
وفي الوقت الذي تبذل فيه هيونداي جهدًا كبيرًا لتحديث أنظمتها الأمنية، أعلنت الشركة أنها لن تقوم بسحب سياراتها التي تم بيعها مسبقًا، بل ستواصل العمل على تحديث البرامج والأجهزة لتقليل خطر السرقة. وقال متحدث باسم الشركة: “التحديثات التي نعمل على تنفيذها ستقلل بشكل كبير من هذه المخاطر في المملكة المتحدة، ولكنها ستظل سباقًا مستمرًا ضد السارقين الممولين جيدًا”.
الأمان الرقمي في سيارات المستقبل
بينما تبذل الشركات مثل هيونداي جهودًا كبيرة لتحسين الأمان، لا يزال السؤال قائمًا: هل يمكننا حقًا ضمان أن هذه الأنظمة الرقمية ستكون محصنة ضد جميع محاولات الاختراق؟ مع زيادة استخدام التقنيات المتقدمة في السيارات، تزداد الحاجة إلى أنظمة أمان متطورة تمنع الاستغلالات المستقبلية. وعلى الرغم من أن هيونداي قد وعدت بتحديث الأنظمة الأمنية، يبقى القلق قائمًا بشأن قدرة هذه الشركات على مواجهة شبكات الجريمة المنظمة التي تستغل الثغرات في هذه الأنظمة.