آخر الأخبار
سبوتيفاي تضخ 100 مليون دولار لمنافسة يوتيوب في مكافآت صناع المحتوى

في إطار مساعيها لتعزيز مكانتها في سوق البودكاست العالمية، أعلنت شركة سبوتيفاي (Spotify) السويدية عن دفع أكثر من 100 مليون دولار أمريكي لصنّاع محتوى البودكاست على منصتها حول العالم خلال الربع الأول من عام 2025، في خطوة تسلط الضوء على التحول المتسارع في صناعة المحتوى الصوتي نحو نموذج اقتصادي أكثر استدامة وشفافية.
دعم متزايد للمبدعين حول العالم
أوضحت سبوتيفاي أن هذا المبلغ يشمل عوائد الإعلانات، بالإضافة إلى إيرادات برنامج شركاء سبوتيفاي الجديد الذي أُطلق خلال الربع الأول في أسواق محددة. ويهدف هذا البرنامج إلى توفير مسارات ربح متنوعة لصنّاع البودكاست، سواء من خلال المحتوى المرئي عبر خدمة Spotify Premium أو من خلال الإعلانات الصوتية والمرئية المتاحة على النسخة المجانية من سبوتيفاي وكذلك على منصات الاستماع الأخرى المرتبطة بها.
ويمثل البرنامج محاولة لتوسيع شبكة سبوتيفاي الإعلانية، ومنح صنّاع المحتوى مزيدًا من التحكم في مصادر دخلهم، وتحفيزهم على إنشاء محتوى بودكاست فيديو صوتي عالي الجودة يلبي تطلعات الجمهور العصري.
نمو كبير في الإيرادات والتفاعل
وفقًا لبيان الشركة، فقد شهدت أرباح المشاركين في البرنامج نموًا مطردًا؛ حيث ارتفعت بنسبة 23% بين يناير وفبراير، ثم بنسبة 29% إضافية بين فبراير ومارس 2025. كذلك، ارتفع عدد إنتاجات البودكاست المرئي (Video Podcasts) النشطة شهريًا بنسبة 28% منذ انطلاق البرنامج، مما يدل على تزايد إقبال صنّاع المحتوى على تحويل تجاربهم الصوتية إلى تجارب مرئية تفاعلية.
هذه المؤشرات تعكس التحول التدريجي في سلوك الجمهور العالمي للبودكاست، إذ بات يُفضل الجمع بين الاستماع والمشاهدة بدلًا من الاكتفاء بالصوت فقط، وهو ما دفع سبوتيفاي إلى الاستثمار بقوة في أدوات الفيديو وتكامل المحتوى.
تجربة غنية ومتعددة الصيغ للمستمعين
من جانب المستخدمين، يُترجم هذا التحول إلى تجربة أكثر تنوعًا وسلاسة، تتيح لهم الاستماع إلى حلقات البودكاست أو مشاهدتها بالفيديو داخل نفس التطبيق. وهذا ما يعزّز ولاء الجمهور ويدعم بناء علاقات أعمق مع صنّاع المحتوى، خصوصًا مع تقديم أدوات تحليل وتفاعل جديدة تسمح بفهم أفضل لسلوك المتابعين وتفضيلاتهم.
شركات عالمية تنضم لحجز الإعلانات على شبكة بودكاست سبوتيفاي
وقد دفع تزايد تأثير البودكاست كبار المعلنين العالميين، من أمثال ماكدونالدز وجوجل ونادي تشيلسي الإنجليزي، إلى حجز حملاتهم الدعائية ضمن شبكة سبوتيفاي للبودكاست، مما أتاح فرص تحقيق دخل إضافي لصنّاع المحتوى، وساهم في توسيع دائرة الشراكات الاستراتيجية بين سبوتيفاي والمعلنين العالميين.
قصص نجاح فردية تروي قوة التأثير
ومن بين أبرز القصص التي تسلط الضوء على فاعلية البرنامج، تحدث توني باستور، الشريك المؤسس لشبكة Goalhanger، قائلاً:
“منذ أن أضفنا عنصر الفيديو إلى برامجنا عبر سبوتيفاي، شهدنا نموًا ملحوظًا على مستوى الشبكة بأكملها. جمهورنا أصبح أكثر تفاعلاً حين يرى مقدّمي البرامج المفضلين لديهم، وليس فقط يستمع إليهم”.
وتسعى سبوتيفاي من خلال هذه الاستراتيجيات إلى بناء منظومة شاملة تدعم الإبداع الرقمي، وتُوفّر لصنّاع المحتوى بيئة متكاملة للنمو المهني، من خلال التمويل، والأدوات، والتحليل، والتوزيع العالمي.
منافسة محتدمة مع يوتيوب
ورغم هذا النمو، لا تزال سبوتيفاي تواجه منافسة شرسة من يوتيوب، الذي يهيمن على سوق البودكاست المرئي بشكل متزايد. ووفقًا لتقرير حديث من Edison Podcast Metrics، فإن نسبة المستمعين الأسبوعيين الذين يُفضلون مشاهدة حلقات البودكاست عبر يوتيوب بلغت 31%، مقارنة بـ27% فقط على سبوتيفاي.
أما من حيث عدد المستخدمين الإجمالي، فتُقدّر قاعدة مستخدمي يوتيوب بأكثر من مليار مستخدم، بينما يبلغ عدد مستخدمي سبوتيفاي نحو 170 مليون فقط، ما يعكس فجوة تحتاج سبوتيفاي إلى سدها عبر تحسين التجربة المرئية وتوسيع الشراكات العالمية.
استثمار طويل الأمد في المستقبل
وفي ختام البيان، أكدت سبوتيفاي التزامها بمواصلة الاستثمار في تطوير بيئة مستدامة تُمكّن صنّاع البودكاست من تحقيق دخل مستمر ونمو طويل الأمد، عبر التركيز على أدوات الإنتاج، والتفاعل، والتوزيع، وتحسين تجربة الجمهور في ظل المنافسة المتسارعة داخل صناعة الصوتيات والمرئيات.