آخر الأخبار
تيليجرام تحقق أرباحًا لأول مرة منذ إطلاقها وسط تحديات ضخمة

تمكنت منصة تيليجرام من تحقيق أرباح لأول مرة في تاريخها، وهو ما أعلن عنه مؤخرًا الرئيس التنفيذي للمنصة، بافيل دوروف. هذه الإنجازات المالية تأتي بعد سنوات من التوسع والنمو في سوق المراسلة الفورية، والتي شهدت فيها المنصة تحولات كبيرة على المستوى الاستراتيجي والتشغيلي.
قفزة كبيرة في الإيرادات والأرباح
في عام 2024، تمكنت تيليجرام من تحقيق إيرادات تتجاوز المليار دولار، وهو ما يمثل زيادة ضخمة مقارنةً بإيراداتها في العام الماضي التي بلغت 350 مليون دولار فقط. هذه الزيادة الكبيرة في الإيرادات تأتي نتيجة لعدة عوامل رئيسية، أبرزها التحولات الجذرية في إستراتيجياتها التجارية، مثل إطلاق خدمات إعلانية واشتراكات مأجورة.
استراتيجية مالية وتشغيلية جديدة
منذ بدء عملها، عرفت تيليجرام بتقديم خدمة المراسلة المجانية التي تركز على حماية خصوصية المستخدمين. إلا أنه في السنوات الأخيرة، أقدمت المنصة على تغيير استراتيجيتها المالية بشكل جذري. فقد بدأت بتقديم خدمات إعلانية موجهة وتوسعت في تطبيق نظام الاشتراكات المدفوعة، الذي يتيح للمستخدمين الوصول إلى مزايا إضافية مقابل رسوم شهرية.
إضافة إلى ذلك، اعتمدت تيليجرام على أساليب تمويل غير تقليدية بعيدًا عن رأس المال الاستثماري التقليدي. أحد هذه الأساليب كان استخدامها للعملات الرقمية كوسيلة لتسوية ديونها وتعزيز احتياطاتها المالية. ويعد من أبرز هذه العملات “تون كوين” التي طُورت داخل المنصة، حيث أسهمت بشكل كبير في تحسين الوضع المالي لها.
التحديات القانونية والتنظيمية
على الرغم من هذه الإنجازات المالية، تواجه تيليجرام تحديات قانونية وتنظيمية متزايدة على مستوى العالم. في أغسطس الماضي، تعرض مؤسس تيليجرام، بافيل دوروف، للاعتقال في فرنسا بتهم تتعلق بنشاطات غير قانونية عبر المنصة. وقد أشارت تيليجرام إلى أنها تعمل جاهدًا على معالجة هذه القضايا القانونية، وقد قدمت للمستثمرين الذين أقرضوها أكثر من ملياري دولار ضمانات بأنها سددت جزءًا كبيرًا من ديونها.
مستقبل تيليجرام ومخاوف الاستمرارية
ورغم النجاحات الحالية، يظل مستقبل تيليجرام في حالة من الغموض بسبب التحديات التي يواجهها مؤسسها دوروف. في حال ثبتت عليه التهم الموجهة إليه، قد يواجه دوروف عقوبات قانونية خطيرة تشمل السجن، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على استمرارية المنصة.
من جهة أخرى، تتسم تيليجرام بغياب مجلس إدارة مستقل أو خطة واضحة للخلافة، مما يعزز المخاوف من أن المنصة قد تضطر إلى الاقتراض مجددًا أو بيع جزء من أسهمها لتأمين استمراريتها في حال حدوث أي أزمات مالية أو تنظيمية.
الخطط المستقبلية لتيليجرام
على الرغم من التحديات، أكدت تيليجرام في بيان رسمي أن أولوياتها تركز على تحقيق الاستدامة المالية والحفاظ على خصوصية المستخدمين. كما أضافت أن لديها خططًا للتوسع في الإعلانات بشكل أكبر، وتستعد للقيام باكتتاب عام في عام 2026، وهو ما قد يكون خطوة كبيرة في سبيل تعزيز مكانتها في سوق التكنولوجيا على مستوى العالم.
التوسع في الإعلان والشراكات مع العلامات التجارية
من الجدير بالذكر أن تيليجرام قد استطاعت استقطاب علامات تجارية كبيرة للإعلان عبر منصتها، مثل شركة سامسونج. وقد شهدت قنوات تيليجرام العامة أكثر من تريليون مشاهدة شهرية، مما يبرز قدرتها على جذب انتباه الشركات الكبرى للترويج لمنتجاتها.
تظل تيليجرام واحدة من أبرز منصات المراسلة الفورية في العالم، ولديها القدرة على التوسع والنمو، لكن نجاحها المستقبلي سيعتمد على قدرة مؤسسها بافيل دوروف على التغلب على التحديات القانونية والتنظيمية التي تواجهه، بالإضافة إلى استمرارية خططها لتوسيع مصادر دخلها وتنويع استراتيجياتها المالية.