الذكاء الاصطناعي يغزو يوتيوب: كل ما تحتاج معرفته عن الميزات الجديدة

أعلنت منصة يوتيوب، المملوكة لشركة جوجل، عن إطلاق مجموعة جديدة من المزايا المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف دعم منشئي المحتوى على المنصة وتسهيل عملية إنتاج مقاطع الفيديو. وجاء هذا الإعلان على لسان نيل موهان، الرئيس التنفيذي ليوتيوب، خلال فعالية ترويجية أقيمت في مكتب جوجل بمانهاتن، نيويورك، حيث كشف عن المزايا الجديدة التي سيتم إدماجها في المنصة خلال العام الجاري. 

أحد أبرز المزايا التي تم الإعلان عنها هي قدرة الذكاء الاصطناعي على إنشاء مقاطع فيديو قصيرة مدتها تصل إلى ست ثوانٍ. هذه المقاطع يمكن دمجها ضمن ميزة “يوتيوب شورتس”، وهي مقاطع فيديو قصيرة مصممة للتفاعل السريع والمشاركة الكبيرة. وتعتمد هذه الميزة على تقنيات متقدمة لتوليد الفيديو والصور من شركة “ديب مايند” التابعة لجوجل، ومن أبرزها نموذج توليد الفيديو “Veo” ونموذج توليد الصور “Imagen 3”. 

وقد أكد موهان أن الذكاء الاصطناعي يشكل عنصرًا جوهريًا في تطور يوتيوب وطريقة عملها، مشيرًا إلى أن المنصة كانت دائمًا تعتمد على الذكاء الاصطناعي في خوارزمية التوصيات التي تقدمها للمستخدمين. وأضاف أن المزايا الجديدة تهدف إلى تعزيز هذا الدور، حيث ستساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير أدوات جديدة لتسهيل الإبداع وتسريع عملية إنتاج المحتوى.

من بين الأدوات الجديدة، ستعمل يوتيوب على إدماج نتائج النصوص والصور التي يتم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي في ميزة جديدة تُعرف باسم “الإلهام”. تهدف هذه الميزة إلى مساعدة منشئي المحتوى من خلال تقديم اقتراحات وأفكار محتملة يمكن تنفيذها في مقاطع الفيديو، مع تقديم نماذج وأمثلة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل هذه العملية. كما ستقدم يوتيوب اقتراحات محسنة تعتمد على الذكاء الاصطناعي حول كيفية الرد على تعليقات المتابعين بطرق مبتكرة ومؤثرة، مما يسهم في تعزيز التفاعل بين صناع المحتوى وجمهورهم.

وأشارت سارة علي، مديرة المنتجات في يوتيوب، إلى أن المنصة تستثمر بشكل كبير في تعزيز الشفافية فيما يتعلق بالمحتوى الذي يتم توليده باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأكدت أن كل المحتوى المولّد بواسطة هذه الأدوات سيتم تمييزه بوضوح عبر أداة “SynthID”، وهي تقنية طورتها شركة “ديب مايند” لوضع علامات مائية فريدة على المواد التي يولدها الذكاء الاصطناعي، بهدف الحفاظ على نزاهة وشفافية المحتوى المنشور.

ومن بين المزايا الجديدة التي أعلنت عنها يوتيوب، ميزة “Dream Track”، وهي أداة مبتكرة تتيح لمنشئي المحتوى توليد مقاطع موسيقية بدون الحاجة إلى استخدام آلات موسيقية تقليدية. تستهدف هذه الميزة بشكل خاص مقاطع الفيديو القصيرة “Shorts”، وتعد بإمكانية إنشاء مقاطع موسيقية تتماشى مع المحتوى بسهولة وبأسلوب مبتكر.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت يوتيوب عن توسيع ميزة “الدبلجة التلقائية”، حيث تعمل المنصة على تحسين جودة الترجمات الصوتية لتبدو أكثر واقعية وطبيعية. من خلال تعزيز قدرة الذكاء الاصطناعي على تقليد نبرة الصوت والتأثيرات الصوتية الأصلية، سيتمكن المستخدمون من الاستمتاع بتجربة استماع متقدمة وأكثر إقناعًا.

وفي إطار سعيها لتعزيز دخل منشئي المحتوى، ستقدم يوتيوب ميزة “الهدايا المباشرة”، والتي تسمح للمشاهدين بدعم صناع المحتوى المفضلين لديهم عن طريق تقديم تبرعات صغيرة بشكل مباشر أثناء البث أو مشاهدة الفيديوهات. هذه الميزة مشابهة لما تقدمه منصات أخرى وتُعد خطوة نحو تعزيز الاقتصاد الإبداعي على يوتيوب.

جدير بالذكر أن يوتيوب قدمت في عام 2023 ميزة “DreamScreen”، وهي أداة تتيح لمنشئي المحتوى إمكانية إنشاء خلفيات بالذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها في مقاطع الفيديو القصيرة. هذه الأداة فتحت آفاقًا جديدة للإبداع في تصميم محتوى الفيديو، مما أتاح لعدد كبير من المستخدمين تحسين جودة المحتوى الذي يقدمونه بطريقة سهلة وسريعة.