أطلق أكثر من 200 فنان وشركة صوتهم في خطاب مفتوح ينادون فيه بحماية فناني الموسيقى من ما وصفوه بـ"الاستخدام العدائي" لتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تهدد بإنتاج نسخ رقمية من أعمالهم الفنية وأصواتهم.
تشمل قائمة الموقعين على الخطاب فنانين مختلفين من جميع الأعمار والألوان الموسيقية، بداية من نجوم الساحة الراهنة مثل بيلي إيليش وجيه بالفين ونيكي ميناج، وصولاً إلى الشركات القائمة على إدارة حقوق الفنانين الراحلين مثل فرانك سيناترا وبوب مارلي.
طالب خطاب اتحاد الدفاع عن حقوق الفنانين بتقديم ضمانات قانونية تمنع الشركات التقنية من تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها استبدال الفنانين البشر في عملية الإنتاج الموسيقي.
ورغم ذلك، لم يُطالب الفنانون بحظر الاستخدام العام لتلك التقنيات، بل أكدوا على أهمية استخدامها بشكل مسؤول لتعزيز الصناعة الموسيقية بدلاً من تهديدها.
لا يُمكن تجاهل دور الذكاء الاصطناعي في تحول صناعة الترفيه، حيث كان محور الجدل والمفاوضات في العديد من المناسبات، بما في ذلك الإضراب الضخم الذي شهدته هوليوود عام 2023، والذي خشي فيه الممثلون والكتاب من استخدام التقنيات الذكية لتجاوزهم في الإنتاج الفني.
وفيما كانت الصور الإباحية التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي للنجمة تايلور سويفت تلقي بظلالها على التقنيات الجديدة، إلا أن تشريعات مثل "قانون إلفيس" في ولاية تينيسي تُظهر جهودًا لحماية حقوق الفنانين ومنع إنتاج أعمال فنية باستخدام أصواتهم دون موافقتهم.
على الجانب الآخر، هناك فنانون وشركات إنتاج يرون في الذكاء الاصطناعي فرصة لتحقيق مكاسب مالية كبيرة.
فمثلاً، عبرت المغنية جرايمز عن استعدادها لاستخدام صوتها في أعمال تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مقابل تقاسم الأرباح بالتساوي مع منتجي هذه الأعمال.
تظهر مبادرات مثل "Dream Track" التجريبية، التي تم إطلاقها بالتعاون بين شركة يونيفرسال ميوزك جروب وجوجل، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُضاف إلى الخبرات الموسيقية بطرق جديدة، مثل إنشاء مقاطع موسيقية جديدة عبر الأوامر النصية.
بين مطالب الحماية وآفاق الاستفادة الاقتصادية، يظل تنظيم استخدام التقنيات الذكية في الموسيقى ضرورة ملحة، لضمان توجيهها نحو دعم الصناعة واحترام حقوق الفنانين، وتجنب السماح بتهديد جودة المحتوى الفني البشري.
.
