آخر الأخبار
نموذج نيڤيديا الجديد لتوليد الموسيقى “فوجاتو” يخلق أصواتًا لم تُسمع من قبل

أعلنت شركة نيڤيديا اليوم عن إطلاق نموذجها الجديد لتوليد الموسيقى والصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي يُدعى “فوجاتو” (Fugatto) – وهو اختصار لـ “Foundational Generative Audio Transformer Opus 1”. يتماشى هذا النموذج مع توجهات العديد من الشركات مثل ميتا ومنصة OpenAI وRunway AI، التي أصدرت أيضًا نماذج مماثلة لتوليد الأصوات والموسيقى باستخدام الذكاء الاصطناعي بناءً على أوامر نصية من البشر.
وبحسب الشركة، يمتاز نموذج “فوجاتو” بقدرته الفائقة على تعديل الأصوات البشرية وإنشاء “أصوات جديدة” لا يمكن لأي نموذج آخر إنتاجها. تهدف نيڤيديا من خلال هذا النموذج إلى فتح آفاق جديدة في عالم الموسيقى والصوت، حيث يُمكن توليد أصوات متطورة ومعقدة عبر الذكاء الاصطناعي.
فوجاتو: القدرة على تعديل الأصوات وتحويلها
ما يميز “فوجاتو” عن النماذج الأخرى في مجال توليد الصوت والموسيقى هو القدرة على استيعاب وتعديل الأصوات الحالية. على سبيل المثال، يمكن للنموذج الاستماع إلى مقطع موسيقي يعزفه البيانو، ثم تحويل هذا المقطع إلى نغمات تُغنى بواسطة صوت بشري، أو يمكن تحويله إلى آلة موسيقية أخرى مثل الكمان. بالإضافة إلى ذلك، يمكنه تعديل التسجيلات الصوتية البشرية، بحيث يغير اللهجة والمزاج المعبّر عنهما في الأغاني، مما يتيح إمكانيات واسعة في التلاعب الصوتي والتجريب.
الأصوات الجديدة والابتكار الفريد
على الرغم من أن تقنية الذكاء الاصطناعي تعتمد على بيانات موجودة مسبقًا، إلا أن نيڤيديا تؤكد أن “فوجاتو” قادر على إنتاج “مناظر صوتية لم يشهدها من قبل”، من خلال دمج تأثيرين صوتيين مختلفين لتوليد أصوات أصلية. وفي فيديو نشرته الشركة على يوتيوب، تم عرض قدرة “فوجاتو” على توليد الصوت التدريجي لقطار يتحول تدريجيًا إلى عرض موسيقي أوركسترالي، أو تحويل أصوات سعيدة إلى أخرى غاضبة، مما يعكس تنوعًا غير مسبوق في توليد الصوت.
تحكم دقيق في الأنماط الصوتية
بالإضافة إلى القدرة على توليد الأصوات، يوفر “فوجاتو” أيضًا ميزات تحكم دقيقة للمستخدمين، بحيث يمكنهم تعديل المناظر الصوتية التي ينشئونها بناءً على رغباتهم. وقال “براين كاتانزارو”، نائب الرئيس للبحث في نيڤيديا، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤثر في صناعة الموسيقى بنفس الطريقة التي غيرت بها الأجهزة الإلكترونية مثل “السينثسيزر” صوت الموسيقى في العقود الماضية. وأضاف: “إذا نظرنا إلى الصوتيات الاصطناعية خلال الخمسين عامًا الماضية، فإن الموسيقى تبدو مختلفة اليوم بفضل الحواسيب. الذكاء الاصطناعي التوليدي سيجلب قدرات جديدة للموسيقى ولألعاب الفيديو وللأشخاص العاديين الذين يريدون إنشاء أعمال فنية”.
التحديات المتعلقة بالأمان والحقوق القانونية
على الرغم من الإبداعات التي يمكن أن يقدمها “فوجاتو”، لم تكشف نيڤيديا بعد عن موعد إطلاق النموذج بشكل علني، وذلك بسبب مخاوفها بشأن الأمان. وقالت الشركة إنها لا تنوي إطلاق النموذج للمطورين في الوقت الحالي، حيث لا تزال تدرس كيفية تقديمه للجمهور بشكل آمن. إذ أن أي تقنية توليدية قد تحمل مخاطر إذا تم استخدامها لإنشاء محتوى غير مرغوب فيه أو ضار.
علاوة على المخاوف الأمنية، هناك قلق من قضايا حقوق الطبع والنشر، خاصة مع التزايد الكبير في استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى. في الأشهر الأخيرة، رفعت العديد من شركات التسجيل الكبرى مثل “سوني” و”وارنر” و”يونيفرسال” دعاوى قضائية ضد بعض الشركات الناشئة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى، متهمة إياها بانتهاك حقوق الطبع والنشر بشكل واسع النطاق. وبالنظر إلى تلك التحديات، تبقى نيڤيديا حريصة على التعامل مع هذه القضايا بشكل مدروس.
التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقى والصوت
على الرغم من أن نيڤيديا ليست الشركة الأولى التي تدخل هذا المجال، فإن إعلانها عن “فوجاتو” يأتي في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي تزايدًا في تطبيقاته في مجال الموسيقى والصوت. على سبيل المثال، أطلقت ميتا الشهر الماضي نموذجًا جديدًا يسمى “Movie Gen”، الذي يمكنه إنشاء مقاطع فيديو وموسيقى معًا للقصص القصيرة التي يُنتجها.
في النهاية، يرى العديد من الخبراء أن هذه التكنولوجيا ستغير بشكل جذري كيفية إنتاج الموسيقى وصناعة الصوت في المستقبل، مما يتيح للمبدعين القدرة على خلق أعمال فنية لم تكن ممكنة من قبل، سواء في مجالات الموسيقى أو الألعاب أو حتى في الإنتاج الصوتي اليومي.