آخر الأخبار
“نيوروساينس”: شركة جديدة تعيد تشكيل مستقبل الغرسات الدماغية

في السنوات الأخيرة، شهدت صناعة الغرسات الدماغية نموًا ملحوظًا بفضل استثمارات ضخمة من شركات مثل “نيورالينك” (Neuralink) و”بريسيجن نيوروساينس” (Precision Neuroscience) و”سينكرون” (Synchron)، والتي وضعت عشرات الملايين من الدولارات في تطوير أجهزة متقدمة تسعى لنقل المعلومات من الأدمغة البشرية إلى أجهزة الكمبيوتر بشكل مباشر. ورغم هذه التطورات، لا يزال هناك العديد من الشركات والباحثين يعتمدون على تقنيات أقل تقدمًا، محصورة في المجال الأكاديمي والبحوث السريرية، وفقًا لتقرير من “بلومبرغ”.
رؤية جديدة من ماكس هوداك
ماكس هوداك، أحد مؤسسي “نيورالينك”، يتطلع إلى تقليص الفجوة بين الشركات المتقدمة وتلك التي تعتمد على تقنيات قديمة من خلال شركته الجديدة “ساينس كورب” (Science Corp)، التي تتخذ من ألاميدا بولاية كاليفورنيا مقرًا لها. طورت الشركة مجموعة من المنتجات تهدف إلى تقليل التكاليف والوقت المطلوب لتطوير الغرسات في المختبرات.
ويأمل هوداك أن تسهم هذه الأدوات في تسريع الأبحاث المتعلقة بالدماغ، مما يسهل اكتشاف علاجات لأمراض تسبب إعاقات. ويقول: “نهدف لأن تصبح صناعة واجهات تفاعل الدماغ مع الحاسوب أكبر بمئة مرة مما هي عليه الآن”.
تقنية السبر وابتكارات جديدة
تستند استراتيجية هوداك إلى تقنية جديدة تُعرف باسم السبر، والتي تشمل مجموعة من الرقائق والأجهزة تحت العلامة التجارية “أكسون” (Axon). هذه التقنية تتيح الاتصال بآلاف الخلايا العصبية، وتسجيل البيانات منها، وتحفيزها في وقت واحد. يعمل نظام السبر مع جهاز كمبيوتر محمول يُدعى “ساي فاي” (SciFi)، الذي يقوم بجمع البيانات وتحليلها، بالإضافة إلى برنامج “نكسوس” (Nexus) الذي يُستخدم لإجراء تجارب متزامنة عبر عدد من المسابر.
التوجهات المستقبلية
تستهدف معدات “ساينس” في المرحلة الأولى الباحثين في الدراسات الأساسية والبحوث على الحيوانات، لكنها تخطط لاحقًا لإطلاق مجموعة أكبر من المنتجات التي تتناسب مع احتياجات الشركات الناشئة التي تعمل على دراسات بشرية. ويشدد هوداك على ضرورة تحديث التقنيات المستخدمة في الأبحاث، مشيرًا إلى أن العديد من العلماء لا يزالون يعتمدون على أدوات من الثمانينيات.
ابتكارات هوداك السابقة
قبل تأسيس “ساينس”، قام هوداك بتطوير جهاز لتحفيز الخلايا العصبية لدى الفئران خلال فترة وجوده في جامعة “ديوك”. وفي عام 2016، أسس “نيورالينك”، التي دعمها إيلون ماسك، قبل أن ينتقل لإنشاء شركته الحالية في عام 2021.
تتمحور أعمال “ساينس” حول الغرسات البصرية التي تزرع تحت الشبكية لمساعدة المصابين بأمراض مثل التنكس البقعي، وهي تعمل حاليًا على إجراء تجارب سريرية بهذا الصدد.
انخفاض التكاليف ودخول السوق
تسعى “ساينس” إلى تحويل أدوات علوم الدماغ إلى منتجات إلكترونية استهلاكية، حيث يبدأ سعر المسابر من 500 دولار، بينما تكلفة جهاز “ساي فاي” تبلغ حوالي ألف دولار. ويؤكد سومنر نورمان، الرئيس التنفيذي لشركة “فورست نيوروتك” (Forest Neurotech)، أن سعر المنتجات الجديدة أقل بكثير من تكاليف المعدات التقليدية.
التحديات المستقبلية
على الرغم من الابتكارات، لا يزال هناك تحديات كثيرة أمام “ساينس”، بما في ذلك إقناع الباحثين بتبني منتجاتها والتعامل مع الإجراءات التنظيمية. يُتوقع أن تحظى هذه المنتجات بإعجاب الباحثين الساعين لجمع أكبر قدر من البيانات بسرعة، ولكنها قد لا تلبي احتياجات الشركات الناشئة التي ترغب في تطوير أجهزتها الخاصة.
رغم التحديات، يؤمن هوداك بأن أبحاث الدماغ ستدخل حقبة جديدة يمكن أن تساعد في علاج حالات مثل الشلل والتصلب الجانبي الضموري والاضطرابات النفسية. ويختتم بالقول: “أنا لا أدّعي أننا لدينا العلاج الآن، لكنني أعتقد أن الأمور ستتطور إلى ما هو أكبر بكثير مما يتوقعه الناس”.