آخر الأخبار
هل يهدد الذكاء الاصطناعي الأمن البيولوجي ؟

يعتبر الذكاء الاصطناعي أداة قوية لها تأثيرات كبيرة في العديد من المجالات، مثل الرعاية الصحية والتصنيع وصناعة الأدوية. ومع ذلك، يتطلب استخدامه الحذر من مخاطر مثل انتهاك الخصوصية، وجودة البيانات غير الموثوقة، والمخرجات غير الدقيقة، وإساءة الاستخدام. لذا، يجب دائمًا تقييم الإيجابيات والسلبيات والتركيز على كيفية التقليل من المخاطر المحتملة أو منعها.
و في مجال الأمن البيولوجي، تبرز مخاوف جدية حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير مواد بيولوجية ضارة. وقد أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية (DHS) تقريرًا يشير إلى التحديات والفرص المرتبطة بهذه التكنولوجيا في تعزيز وحماية الأمن البيولوجي.
التهديدات المحتملة
في أبريل، قدمت وزارة الأمن الداخلي تقريرًا للبيت الأبيض يشرح المخاطر المرتبطة بإساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير مواد كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية. جاء هذا التقرير استجابةً لأمر تنفيذي من الرئيس بايدن، الذي طلب تقييمًا للمخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلحة بيولوجية. في أكتوبر 2023، وقع الرئيس بايدن أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومسؤولة، مع التركيز على حماية الأمن البيولوجي.
لعبت وزارة الأمن الداخلي (DHS) دورًا رئيسيًا في تنفيذ هذا الأمر، مع التركيز على فهم وتخفيف المخاطر المرتبطة بإساءة استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير مواد خطرة. أصدر مكتب مكافحة أسلحة الدمار الشامل (CWMD) تقريرًا يقيم إمكانية استخدام التكنولوجيا لتطوير تهديدات كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية.
تأثير الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
ذكر التقرير أن الذكاء الاصطناعي يؤثر بالفعل في البحث العلمي بطرق إيجابية وسلبية. يمكن لهذه التكنولوجيا أن تعزز قدرة العلماء على إنتاج وتطوير مواد جديدة، لكنها أيضًا تثير مخاوف بشأن دقة البيانات وارتفاع معدلات الفشل في بعض التطبيقات.
يشير التقرير إلى أهمية تحسين دقة أنظمة الذكاء الاصطناعي لتقليل المخاطر. يوفر الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع فرصة لتطوير مواد جديدة، لكنه يزيد من خطر استخدامها لأغراض ضارة. يجب أن تكون هناك ضوابط قوية لمنع إساءة الاستخدام، وخاصة في تطوير مواد بيولوجية وكيميائية خطرة.
يجب أن تتعاون الحكومات والمنظمات الدولية وشركات الصناعة لتطوير مبادئ وأطر لإدارة المخاطر، مع تعزيز حماية البيانات الحساسة وتقديم التدريب اللازم للجهات المختصة لتقييم النماذج وتحديد نقاط الضعف.
توصيات وزارة الأمن الداخلي
أوصت وزارة الأمن الداخلي بعدة إجراءات لضمان استمرار الأمن البيولوجي، من بينها:
1. التعاون وتبادل الخبرات:
يجب أن يستمر التعاون بين الحكومة وقطاع الصناعة والأوساط الأكاديمية لتبادل المعرفة وتحديد أفضل الممارسات لزيادة معايير السلامة.
2. تعزيز حماية البيانات الحساسة:
يجب استخدام معايير صارمة لحماية البيانات الكيميائية والبيولوجية الحساسة ومنع الوصول غير المصرح به إلى الأدوات والخدمات الخاصة.
3. التدريب والتوعية:
يجب توفير التدريب اللازم للتوعية بالتهديدات المرتبطة بإنتاج المواد الخطرة، مع مشاركة خبراء الأمن والحكومة في تقديم الدعم اللازم.
يمكن أن يشكل استخدام التكنولوجيا الذكية تهديدًا للأمن البيولوجي إذا ما استخدمته الجهات الضارة لتطوير مواد خطرة. لكن التعاون بين الحكومات والشركات يمكن أن يساعد في استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة آمنة لحماية الأمن البيولوجي. يتطلب ذلك تعزيز حماية البيانات الحساسة، وتقديم التدريب اللازم، وتطوير ضوابط فعالة لمنع إساءة الاستخدام.