التعلّق العاطفي بالذكاء الاصطناعي: مخاوف جديدة تثيرها “تشات جي بي تي”

تثير القدرات المتزايدة للذكاء الاصطناعي، ولا سيما نماذج اللغات الكبيرة مثل “تشات جي بي تي”، تساؤلات جدية حول طبيعة تفاعلنا مع التكنولوجيا. فقد أعلنت شركة “أوبن إيه آي” المطورة للنموذج عن ملاحظات مثيرة للاهتمام حول تطور علاقة المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي.

علاقة عاطفية مع الآلة

لاحظت الشركة أن بعض المستخدمين يبدون تعلقًا عاطفيًا بـ”تشات جي بي تي”، ويتحدثون إليه بطرق تشبه التفاعل مع شخص حقيقي. قد يبدو هذا الأمر طريفًا في البداية، إلا أنه يثير قلقًا بشأن تطور هذه العلاقة مع مرور الوقت. فهل يمكن أن يؤدي الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي إلى إضعاف العلاقات الإنسانية وتقليل مهاراتنا الاجتماعية؟

أسباب التعلق:

• الواقعية في الصوت: تساهم جودة الصوت العالية في نسخة “جي بي تي- 4 أو” في تعزيز الشعور بأننا نتحدث إلى شخص حقيقي.
• القدرة على الحوار: تستطيع نماذج اللغات الكبيرة الحفاظ على حوار متسلسل وتذكر التفاصيل، مما يعزز الانطباع بأنها تفهمنا وتستجيب لاحتياجاتنا.
• التعاطف الظاهري: تتعامل نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل عام بتواضع مع المستخدمين، مما يخلق جوًا من الثقة والراحة.

مخاطر محتملة:

• الاعتماد المفرط: قد يؤدي الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات واتخاذ القرارات إلى تقليل قدراتنا على التفكير النقدي وحل المشكلات بأنفسنا.
• تآكل العلاقات الاجتماعية: قد يحل الذكاء الاصطناعي محل التفاعلات الاجتماعية الحقيقية، مما يؤثر سلبًا على صحتنا النفسية والعلاقات مع الآخرين.
• انتشار المعلومات المضللة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج محتوى مضللًا أو كاذبًا، مما يساهم في انتشار المعلومات المضللة وتقويض الثقة في المؤسسات.

تحديات أخلاقية:

• الخصوصية: يثير استخدام نماذج اللغات الكبيرة تساؤلات حول خصوصية البيانات واستخدامها.
• المسؤولية: من يتحمل المسؤولية عن الأضرار التي قد تنتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي؟
• التحيز: قد تعكس نماذج اللغات الكبيرة التحيزات الموجودة في البيانات التي تم تدريبها عليها، مما يؤدي إلى نتائج متحيزة وغير عادلة.

تعد التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة لتحسين حياتنا، ولكنها تحمل أيضًا تحديات كبيرة. يجب علينا التعامل مع هذه التكنولوجيا بحذر وتأمل، والعمل على تطوير إطار أخلاقي وقانوني لضمان استخدامها بشكل آمن ومسؤول.