آخر الأخبار
النحل يقف في وجه طموحات Meta لبناء مركز بيانات يعمل بالطاقة النووية

أدت عقبة غير متوقعة تتعلق بنوع نادر من النحل إلى إلغاء خطط شركة Meta لبناء أول مركز بيانات يعمل بالطاقة النووية في مشروع كان سيضع الشركة في صدارة مجال الطاقة المستدامة. كان المشروع جزءاً من خطط الشركة العملاقة لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك بالاعتماد على مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات، لكن اكتشاف وجود فصيلة نادرة من النحل بالقرب من الموقع المزمع للبناء ألحق ضرراً خطيراً بالخطة الطموحة.
في الوقت الذي كانت Meta تتفاوض فيه مع مشغل محطة للطاقة النووية لتأمين الطاقة اللازمة لمركز بياناتها، الذي كان من المقرر أن يكون واحداً من أكبر مراكز البيانات في العالم المخصص لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، أدت المخاوف البيئية بشأن تأثير المشروع على الحياة البرية، وبالتحديد على نوع النحل النادر، إلى توقف المشروع.
عقبة غير متوقعة: النحل النادر
بحسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز، اكتشف الفريق المعني بالمشروع وجود فصيلة نادرة من النحل في الموقع الذي كان من المفترض بناء مركز البيانات عليه. وقد أصبح هذا الاكتشاف بمثابة عقبة كبيرة في طريق المشروع، حيث كان من الممكن أن يؤدي وجود هذه الفصيلة إلى تعقيدات بيئية وتنظيمية ضخمة، مما استدعى إلغاء الصفقة. هذا النوع من النحل كان محط اهتمام كبير من قبل السلطات البيئية، مما جعل قرار بناء المركز في هذا الموقع غير ممكن من الناحية القانونية.
وبحسب مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، كان المشروع في مرحلة متقدمة من التخطيط، لكن المخاوف البيئية المتعلقة بتأثيره على هذه الكائنات النادرة كانت كبيرة جداً. وفي اجتماع داخلي، وصف زوكربيرج المشروع بأنه كان خطوة كبيرة نحو استخدام الطاقة النووية لتشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي في Meta، لكن هذه العقبة الجديدة فرضت تحديات غير متوقعة.
شركات التكنولوجيا الأخرى تسبق Meta في استخدام الطاقة النووية
رغم إحباط خطط Meta، لا تزال شركات أخرى في مجال التكنولوجيا الكبرى تسعى لاستغلال الطاقة النووية كحل مستدام لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة، خاصةً مع النمو الكبير في استهلاك الطاقة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي. في الأشهر الأخيرة، أبرمت شركات مثل Amazon وMicrosoft صفقات مع شركات طاقة نووية لتأمين إمدادات الطاقة لمراكز بياناتها.
في سبتمبر الماضي، أعلنت Microsoft عن صفقة ضخمة لإعادة تشغيل مفاعل جزيرة الثلاثة أميال في ولاية بنسلفانيا، وهو المفاعل الذي توقف عن العمل لمدة 45 عاماً بعد تعرضه لحادث انصهار جزئي في عام 1979. كما استثمرت Amazon 650 مليون دولار في إنشاء مركز بيانات بالقرب من محطة الطاقة النووية Susquehanna Steam Electric في ولاية بنسلفانيا. أما شركة Google فقد كشفت عن خططها لشراء مفاعلات نووية معيارية من شركة Kairos Power الناشئة، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في مجال الاستثمارات المباشرة في الطاقة النووية.
الطاقة النووية كحل مستدام
تعد الطاقة النووية خياراً جذاباً للشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا، حيث تعتبر مصدراً مستداماً وموثوقاً للطاقة. في ظل السعي المستمر من هذه الشركات لتحقيق أهدافها في تقليل الانبعاثات الكربونية، توفر الطاقة النووية بديلاً جيداً للطاقة المتجددة في ظل استهلاك الطاقة الهائل لمراكز البيانات. وتتناسب الطاقة النووية بشكل مثالي مع الاحتياجات المتزايدة للطاقة التي تواكب زيادة حجم البيانات وتحسين أداء نماذج الذكاء الاصطناعي، التي تحتاج إلى طاقة هائلة لتشغيل العمليات.
ومع ذلك، يبقى هذا الخيار مصحوباً بتحديات متعددة، من بينها التكاليف الباهظة للاستثمار في محطات الطاقة النووية، وأوقات البناء الطويلة، فضلاً عن قضايا إدارة النفايات النووية، التي تتطلب تقنيات وعمليات تأمين متطورة لضمان السلامة البيئية.
الخطط المستقبلية لشركة Meta
رغم العقبات التي واجهتها في مشروعها النووي، لا تزال Meta مصممة على البحث عن مصادر طاقة بديلة ومستدامة لمراكز بياناتها. الشركة أبدت استعدادها لاستكشاف حلول أخرى تسهم في تقليل بصمتها الكربونية، مثل الطاقة النووية، على الرغم من عدم تمكنها من تنفيذ المشروع في هذه المرحلة.
وكان زوكربيرج قد أعرب عن خيبة أمله في الفشل في إتمام المشروع النووي، مشيراً إلى أن نجاح المشروع كان من شأنه أن يجعل Meta أول شركة تقنية كبرى تستخدم الطاقة النووية في تشغيل مراكز بياناتها، وبالتالي تسريع نشر الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر استدامة. وأضاف زوكربيرج أن الولايات المتحدة قد تتأخر في هذا المجال مقارنة بالصين التي أظهرت تقدماً ملحوظاً في تطوير الطاقة النووية.
تحديات الطاقة النووية في المستقبل
على الرغم من هذه الانتكاسة، يتوقع الخبراء أن تواصل شركات التقنية الكبرى البحث عن مصادر طاقة جديدة تدعم استدامتها. فبينما تظل الطاقة النووية جزءاً من الحلول المستقبلية، يتعين على الشركات التقنية مواجهة تحديات قانونية وبيئية معقدة لضمان أن مشاريعها الكبرى في مجال الطاقة لا تؤثر سلباً على الحياة البرية والبيئة. كما أن زيادة الاستثمار في تقنيات الطاقة النووية قد تتطلب تغييرات في السياسات الحكومية والتنظيمات البيئية لضمان توازن بين التقدم التكنولوجي وحماية البيئة.
من جانب آخر، يبدو أن شركات مثل Amazon وMicrosoft بدأت في بناء حصصها في الطاقة النووية بينما تعمل Meta على إعادة تقييم خياراتها، ومع ذلك، تبقى المنافسة على استخدام الطاقة النووية في مراكز البيانات جزءاً أساسياً من سباق الاستدامة في قطاع التكنولوجيا.