آخر الأخبار
مشروع الإنترنت الفضائي أمازون تستعد لربط العالم بالفضاء
حصلت شركة “أمازون دوت كوم” على موافقة رسمية من مكتب الاستثمار الخارجي في نيوزيلندا لشراء قطعة أرض صغيرة، ما يمهد الطريق لتصبح جزءاً من مشروعها الطموح لتوصيل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، والمعروف باسم “مشروع كويبر”. تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية أمازون لتوسيع نطاق وصولها العالمي وتوفير خدمات الإنترنت عريض النطاق في المناطق التي تعاني من نقص أو ضعف في التغطية.
ووفقاً للإعلان الصادر عن مكتب الاستثمار الخارجي في ويلينغتون، فإن أمازون ستقوم بتركيب وتشغيل معدات الاتصالات على الأرض، وهو جزء من البنية التحتية المطلوبة لدعم مشروع كويبر. وتمت الموافقة على هذه الخطوة في يوليو الماضي، حيث تم تخصيص موقع بمساحة 500 متر مربع في مكان لم يُعلن عنه بعد لأسباب أمنية وتجارية.
مشروع كويبر، الذي تطوره أمازون، يهدف إلى إطلاق أكثر من 3,000 قمر صناعي في المدار الأرضي المنخفض لتقديم خدمات الإنترنت عريض النطاق على مستوى العالم. يضع هذا المشروع العملاق أمازون في منافسة مباشرة مع شبكة “ستارلينك” التابعة إيلون ماسك، التي توفر خدمات مماثلة عبر الأقمار الصناعية. تهدف أمازون إلى إطلاق أول أقمارها الصناعية قبل نهاية عام 2024، مع خطط لإجراء أول اختبارات للعملاء في 2025 وبدء تقديم الخدمة التجارية في وقت لاحق من العام نفسه.
وأشار مكتب الاستثمار الخارجي إلى أن شركة “أمازون كويبر نيوزيلندا”، التي تم تأسيسها حديثاً، ستتولى إدارة العمليات المحلية لمشروع كويبر في نيوزيلندا. ستكون المعدات التي سيتم تركيبها على الموقع بمثابة محطات أرضية لاستقبال وإرسال الإشارات إلى الأقمار الصناعية، مما يسمح بتوفير خدمات الإنترنت للمستخدمين في المناطق النائية والريفية من نيوزيلندا التي تعاني من نقص في البنية التحتية التقليدية للاتصالات.
يشكل مشروع كويبر جزءاً من رؤية أمازون لتوسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت على مستوى العالم، خصوصاً في المناطق التي يصعب فيها توفير خدمات الإنترنت بالطرق التقليدية. ويعد إطلاق هذه الشبكة من الأقمار الصناعية بمثابة نقلة نوعية في توفير الإنترنت عريض النطاق، حيث يمكن للأقمار الصناعية أن تتخطى العديد من الحواجز الجغرافية واللوجستية التي تحد من إمكانية الوصول إلى الشبكات الأرضية.
يتضمن المشروع تركيب محطات أرضية مجهزة بأحدث تقنيات الاتصالات والأجهزة المتطورة التي تساعد في تحسين جودة الاتصال بالإنترنت وتقليل التأخير الزمني للإشارات. وتعمل أمازون على بناء شبكة قوية تتيح توفير الإنترنت بسرعات عالية وأسعار معقولة، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي وتمكين المجتمعات من الاستفادة من الخدمات الرقمية الحديثة.
من المتوقع أن يحدث مشروع كويبر ثورة في طريقة تقديم الإنترنت حول العالم، حيث سيتيح للأفراد والشركات الوصول إلى الإنترنت بشكل أسرع وأكثر كفاءة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية الملائمة. ومع تطور المشروع، تتطلع أمازون إلى توسيع خدماتها لتشمل أسواقاً جديدة وتعزيز الابتكار في تقنيات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
يأتي هذا المشروع في وقت يشهد فيه العالم تزايد الطلب على الإنترنت السريع والموثوق، خاصةً مع الانتقال المتسارع نحو الاقتصاد الرقمي وزيادة الاعتماد على الخدمات السحابية والاتصالات عن بعد. وتطمح أمازون من خلال مشروع كويبر إلى سد الفجوة الرقمية وتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه مناطق عديدة حول العالم.
وتعتبر المنافسة مع شبكة “ستارلينك” التابعة إيلون ماسك جزءاً من التحديات الرئيسية التي تواجه مشروع كويبر، حيث يتنافس المشروعان على تقديم أفضل خدمة بأسعار تنافسية. ومع ذلك، تسعى أمازون للاستفادة من خبرتها الواسعة في مجال التكنولوجيا واللوجستيات لتقديم قيمة مضافة للمستخدمين، وتعزيز حضورها في سوق الاتصالات العالمية.
بمضي الوقت، يتوقع الخبراء أن يشهد قطاع الإنترنت عبر الأقمار الصناعية نمواً كبيراً، حيث سيصبح جزءاً أساسياً من البنية التحتية الرقمية في المستقبل. وتستعد أمازون للعب دور محوري في هذا التحول من خلال مشروع كويبر الذي يمثل أحد أكبر استثمارات الشركة في قطاع الاتصالات الفضائية حتى الآن.