Samsung Pay قادم إلى السعودية!

أعلن البنك المركزي السعودي (ساما) عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة سامسونج لإطلاق خدمة الدفع الرقمية Samsung Pay في المملكة العربية السعودية، وذلك خلال فعاليات حدث 24Fintech الذي عُقد في الرياض. ومن المتوقع أن تتوفر هذه الخدمة في المملكة بحلول الربع الرابع من عام 2024. تأتي هذه الاتفاقية كجزء من الجهود المتواصلة للبنك المركزي السعودي لتعزيز منظومة المدفوعات الرقمية وتوسيع نطاقها، بما يتماشى مع أهداف برنامج تطوير القطاع المالي ورؤية المملكة 2030 التي تسعى لتحويل المملكة إلى مركز مالي إقليمي وعالمي.

 

تعد Samsung Pay خدمة دفع رقمية تتيح للمستخدمين إجراء المدفوعات بسهولة وأمان، وذلك عبر هواتفهم الذكية من خلال إنشاء نسخة رقمية من بطاقاتهم الائتمانية أو بطاقات الخصم المباشر. تقدم الخدمة تجربة سلسة للمستخدمين من خلال واجهة استخدام بسيطة وآمنة، حيث تمكنهم من حفظ بطاقاتهم وإدارتها رقميًا، دون الحاجة إلى حمل البطاقات الفعلية. تتوافق الخدمة مع أجهزة الدفع عبر NFC وأجهزة قراءة الشريط المغناطيسي التقليدية، مما يسهل استخدامها في معظم الأماكن التي تقبل البطاقات المصرفية.

 

تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية البنك المركزي السعودي الرامية إلى تعزيز البنية التحتية للمدفوعات الرقمية في المملكة وتقليل الاعتماد على النقد في التعاملات اليومية. يواصل البنك المركزي العمل على تطوير نظام المدفوعات الوطنية “مدى” لضمان توافر حلول دفع رقمية متقدمة ومتوافقة مع المعايير العالمية والمتطلبات الفنية المحلية، بهدف تحقيق مجتمع غير نقدي وفقاً لركائز رؤية السعودية 2030.

 

تساهم الاتفاقية مع سامسونج في توسيع الخيارات المتاحة للمستهلكين السعوديين، وتوفر لهم وسائل دفع مبتكرة عبر الأجهزة الذكية، بما يعزز الشمول المالي ويحفز الابتكار في القطاع المالي. يعتبر Samsung Pay من الحلول الرائدة في الدفع الرقمي على مستوى العالم، ويُنتظر أن يحظى بقبول واسع من قبل المستخدمين السعوديين بفضل مرونته وسهولة استخدامه، إلى جانب مستويات الأمان العالية التي يقدمها.

 

يعد إطلاق Samsung Pay في المملكة جزءاً من المبادرات التي يقوم بها البنك المركزي السعودي لتعزيز التحول الرقمي في القطاع المالي، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في نظم الدفع. تأتي هذه الخطوة استجابة للطلب المتزايد على حلول الدفع الذكية في السوق السعودي، وتتماشى مع الجهود المبذولة لتوفير بيئة رقمية آمنة تدعم الابتكار المالي وتسهّل الوصول إلى الخدمات المالية.

 

تشمل الجهود الحالية للبنك المركزي السعودي تطوير بنية المدفوعات الرقمية عبر منصة “مدى”، التي تعتبر حجر الأساس للنظام المالي الرقمي في المملكة. يسعى البنك المركزي من خلال هذه المنصة إلى تقديم حلول متطورة تلبي احتياجات السوق المحلي وتتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، مما يدعم التحول نحو مجتمع أقل اعتماداً على النقد وأكثر استخداماً للحلول الرقمية.

 

أطلقت سامسونج خدمة Samsung Pay لأول مرة في كوريا الجنوبية عام 2015، ومن ثم توسعت الخدمة لتشمل مجموعة واسعة من الدول، بما في ذلك أستراليا، والبرازيل، وإسبانيا، وسنغافورة، بعد الإعلان الرسمي عنها في معرض CES 2016. تعتمد Samsung Pay على تقنية مبتكرة تتيح للمستخدمين إنشاء نسخ رقمية من بطاقاتهم المصرفية، مما يسمح لهم بإجراء المدفوعات عبر أجهزتهم المحمولة في أي مكان يقبل البطاقات التقليدية. كما تتميز الخدمة بإمكانية العمل مع مختلف أنواع أجهزة الدفع، بما في ذلك أجهزة الشريط المغناطيسي، وأجهزة NFC، وأجهزة MST، مما يمنحها مرونة وقدرة على التكيف مع مختلف البنية التحتية للدفع حول العالم.

 

أُقيم حدث 24Fintech في واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات بين 3 و5 سبتمبر، بحضور أكثر من 26 ألف مشارك، و300 منظمة، و200 مستثمر، و80 شركة ناشئة، مما يجعله أحد أكبر الأحداث في مجال التقنية المالية على مستوى المنطقة. شهدت القمة مشاركة متحدثين بارزين من كبرى المؤسسات المالية العالمية مثل HSBC، وS&P، وArthur D Little، وSwift، وRipple، الذين ناقشوا القضايا والتحديات المستقبلية في قطاع التقنية المالية. 

 

يهدف هذا الحدث إلى تعزيز الابتكار في القطاع المالي من خلال تقديم منصة للتواصل وتبادل الأفكار بين الخبراء ورواد الأعمال والمستثمرين. ويعد توقيع اتفاقية Samsung Pay أحد أبرز الإنجازات التي تحققت خلال هذه القمة، مما يعكس التزام البنك المركزي السعودي بتعزيز التعاون مع شركات التقنية المالية العالمية لتحقيق أهداف التحول الرقمي في المملكة.

 

يمثل إطلاق خدمة Samsung Pay في السعودية خطوة مهمة نحو تعزيز البنية التحتية للمدفوعات الرقمية وتشجيع المستهلكين على تبني حلول الدفع الحديثة. ومع استمرار تطوير منصة “مدى” وتعزيز التكامل مع خدمات الدفع العالمية، يتوقع أن تشهد المملكة نمواً كبيراً في استخدام المدفوعات الرقمية، مما يسهم في تحقيق مجتمع أقل اعتماداً على النقد وأكثر استخداماً للحلول الرقمية الآمنة.