آخر الأخبار
فيلم Minecraft يحقق افتتاحية تاريخية بـ163 مليون دولار ويتفوق على Mario

في مفاجأة مدوية هزّت أوساط صناعة السينما العالمية، اقتحم فيلم A Minecraft Movie شباك التذاكر في الولايات المتحدة الأمريكية بقوة هائلة، محققًا إيرادات افتتاحية بلغت 163 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع، متجاوزًا بذلك التوقعات وأيضًا الأرقام القياسية السابقة في هذا المجال. هذا الرقم الاستثنائي منح الفيلم لقب أفضل افتتاحية في تاريخ الأفلام المقتبسة عن ألعاب الفيديو، متفوقًا على فيلم The Super Mario Bros. Movie الذي أُطلق قبل عامين وحقق حينها 146.4 مليون دولار في أولى عطلات عرضه.
لا يُعد هذا الإنجاز مجرد انتصار رقمي، بل يمثل تحوّلًا ثقافيًا عميقًا يعكس التأثير الواسع والمستمر للعبة Minecraft، التي رغم عمرها النسبي القصير مقارنة برموز الألعاب الكلاسيكية مثل Mario، استطاعت أن تبني قاعدة جماهيرية ضخمة ومخلصة، خاصة بين أبناء الجيل Z والجيل ألفا. فبينما يمتد إرث شخصية ماريو إلى أكثر من أربعة عقود، تميزت Minecraft – التي أُطلقت قبل 14 عامًا فقط – بأنها اللعبة الأكثر مبيعًا في التاريخ، بعدد نسخ تجاوز 350 مليون، وها هي اليوم تترجم هذا النجاح إلى شباك التذاكر السينمائي.
يُظهر الأداء القوي للفيلم أيضًا تغيرًا واضحًا في ديناميكيات جمهور السينما، حيث أصبحت الفئة العمرية بين 18 و35 عامًا هي المحرك الأساسي لنجاح الأفلام الضخمة، بدلًا من الجمهور العام التقليدي. وبالفعل، أظهرت الأرقام أن هذه الفئة توافدت بكثافة لحضور الفيلم، كثيرون منهم اصطحبوا إخوتهم الأصغر أو أطفالهم، ما يعكس مدى تجذّر Minecraft في ثقافة هذا الجيل. وهذه الظاهرة تُعيد إلى الأذهان ما حدث مع أفلام مثل Spider-Man: No Way Home التي اجتذبت جمهورًا مشابهًا خلال فترة ما بعد الجائحة.
فيلم Minecraft لم يعتمد فقط على شعبيته الواسعة، بل استفاد أيضًا من وجود نجمين بارزين هما جايسون موموا وجاك بلاك، ما أضاف للفيلم عنصرًا جماهيريًا قويًا. ومع ذلك، يجمع النقاد والمراقبون على أن قوة العلامة التجارية Minecraft، وتاريخها الطويل في التفاعل الإبداعي مع اللاعبين، هي ما صنعت الفارق الحقيقي، ورسخت مكانة الفيلم كحدث سينمائي بارز هذا العام.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تعيش فيه أفلام ألعاب الفيديو ما يشبه النهضة، بعدما كانت في العقود الماضية تُعامل كمجرد اقتباسات سطحية من ألعاب شعبية، دون اهتمام فعلي بجوهر المادة الأصلية. واليوم، ومع نجاحات كبيرة مثل مسلسل The Last of Us على HBO، وأفلام Sonic the Hedgehog وDetective Pikachu، تغير المشهد كليًا. أصبح الجمهور يحتفي بالالتزام بأصول الألعاب، ويعتبر ذلك جزءًا من المتعة والوفاء للمصدر.
وتشير هذه التطورات إلى نضج النظرة السائدة في هوليوود تجاه ألعاب الفيديو. فبعد أن كانت تُعتبر ثقافة هامشية أو «هابطة»، تحتاج إلى تغييرات جذرية لتناسب الشاشة، بات يُنظر إليها اليوم كمنبع غني بالأفكار والقصص التي يمكن أن تنجح سينمائيًا دون المساس بهويتها.
أما جمهور Mario، فلا ينبغي أن يشعر بالإحباط، فقد أعلنت شركة Nintendo في مارس 2024 عن بدء العمل على الجزء الثاني من فيلم The Super Mario Bros. Movie، والمقرر عرضه في عام 2026. ووفقًا للشركة، سيكون الجزء الجديد أكثر متعة ومرحًا، مع الحفاظ على روحية السلسلة الأصلية.
وفي النهاية، فإن الرسالة التي لا تخطئها العين من نجاح Minecraft السينمائي هي أن القوة الحقيقية اليوم تكمن في القدرة على بناء علاقة حقيقية بين العلامة التجارية والجمهور. فMinecraft، وفي ربع الزمن الذي احتاجته Mario لتأسيس مكانتها، تمكنت من ترسيخ نفسها كرمز ثقافي عصري، يعيد تعريف حدود ما يمكن أن تحققه ألعاب الفيديو في التأثير على الأجيال، وفي صياغة معايير النجاح الفني والتجاري على مستوى العالم.