Logo
نصلك بمستقبل التكنولوجيا

اشترك الآن

لآخر التحديثات

آخر الأخبار

الهوية المزيفة: كيف نفرق بين الإنسان والآلة في عالم رقمي متشابك؟

منذ ٨ أشهر
سوالف تك

img

يشهد العالم الرقمي تطورًا مذهلًا في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي، مما جعل الروبوتات الذكية قادرة على محاكاة السلوك البشري بدقة فائقة. وقد أدى هذا التطور إلى إثارة تساؤلات جوهرية حول طبيعة الهوية الرقمية، ودفع الباحثين إلى البحث عن آليات فعالة للتمييز بين الإنسان والآلة في الفضاء الرقمي.

 

في السنوات الأخيرة، زادت المخاوف بشأن القدرة على التمييز بين الإنسان والآلة في العالم الرقمي، حيث ساهمت عدة عوامل في تصاعد هذه الأزمة، من أبرزها:

 

1. تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي: أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على توليد محتوى لا يمكن تمييزه عن المحتوى البشري، سواء كان ذلك نصوصًا، صورًا، أو أصواتًا. الأهم من ذلك، تطور الذكاء الاصطناعي إلى درجة محاكاة السلوكيات البشرية بشكل مقنع، مثل القدرة على حل ألغاز أنظمة التحقق (CAPTCHA)، التي كانت في السابق تُعد حاجزًا أمام الذكاء الاصطناعي.

 

2. انتشار روبوتات الدردشة: تساهم روبوتات الدردشة المتطورة، مثل ChatGPT وBard، في تعقيد عملية التمييز بين الإنسان والآلة، حيث يمكنها إجراء محادثات طبيعية ومعقدة يصعب تمييزها عن المحادثات البشرية. هذه الروبوتات قادرة على التعلم والتفاعل مع المستخدمين بطرق مشابهة للبشر، مما يعمق من هذه المشكلة.

 

3. تهديد الأمن السيبراني: تستغل الجهات الخبيثة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد كميات ضخمة من المحتوى المزيف بهدف نشر الشائعات والتلاعب بالرأي العام. هذه التهديدات لا تقتصر على المنشورات المزيفة فحسب، بل تمتد إلى استغلال الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية والاحتيال الإلكتروني، مما يزيد من تعقيد المشهد الرقمي.

 

ردًا على هذه المخاوف، اقترح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بالتعاون مع جامعات وشركات عالمية مثل OpenAI ومايكروسوفت، نظامًا جديدًا يُعرف باسم “وثيقة إثبات الهوية البشرية” (PersonHood Credential – PHC). يهدف هذا النظام إلى تقديم حل للتحقق من هوية مستخدمي الخدمات الرقمية بشكل دقيق، والتأكد من كونهم بشرًا وليسوا روبوتات.

 

يعد نظام (PHC) بمثابة بديل لأنظمة التحقق التقليدية مثل CAPTCHA، التي أصبحت أقل فعالية أمام تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي. يعتمد النظام على وثيقة رقمية فريدة تصدرها الحكومات أو الشركات لكل مستخدم، تستخدم تقنية التشفير المعروفة باسم “إثبات المعرفة الصفرية” (Zero Knowledge Proof). تتيح هذه التقنية التحقق من هوية المستخدم دون الحاجة إلى الكشف عن أي معلومات شخصية حساسة، مما يوفر حماية إضافية للخصوصية.

 

يمكن للمستخدمين تخزين وثائق الهوية الرقمية الخاصة بهم على أجهزتهم الشخصية، وهو ما يعزز من حمايتهم ويقلل من مخاطر الاختراقات. بفضل هذه الوثائق، يمكن للنظام استبدال طرق التحقق التقليدية مثل CAPTCHA والقياسات البيومترية كبصمات الأصابع وقزحية العين، التي قد تكون عرضة للسرقة أو التزوير.

 

تحديات نظام (PHC)

 

رغم أن نظام (PHC) يقدم حلاً واعدًا، إلا أن الباحثين أشاروا إلى مجموعة من التحديات المرتبطة به. من أبرز هذه التحديات:

 

1. احتمال بيع الوثائق بشكل غير قانوني: قد تؤدي عمليات البيع غير القانونية لهذه الوثائق إلى انتشار المحتوى المزيف وتقويض مصداقية النظام، مما يعرض المستخدمين للخطر.

 

2. تركّز السلطة في يد جهة واحدة: منح جهة واحدة، سواء كانت حكومية أو شركة خاصة، مسؤولية إصدار الوثائق يمنحها سلطة كبيرة، ويجعلها هدفًا مغريًا للهجمات السيبرانية. هذا التركيز في السلطة يثير مخاوف من الاستغلال والتحكم في النظام.

 

3. الاحتكار الرقمي: احتمال سيطرة عدد محدود من الجهات على إصدار هذه الوثائق يثير مخاوف بشأن الاحتكار الرقمي وتأثير ذلك في حقوق المستخدمين. يمكن لهذه الجهات تحديد كيفية استخدام الوثائق، مما يحد من المنافسة ويؤثر في العلاقة بين الأفراد والخدمات الرقمية.

 

4. صعوبة استخدام النظام لبعض الفئات: قد يواجه كبار السن أو الأفراد غير المتمرسين تقنيًا صعوبة في التعامل مع نظام الوثائق الجديد، مما يتطلب إجراءات توعية وتجارب على نطاق محدود لتقييم مدى ملاءمة النظام لمختلف الفئات العمرية.

 

مقارنة مع نظام Worldcoin

 

يشبه نظام PHC بعض الأنظمة الأخرى، مثل Worldcoin، الذي تطوره شركة تحمل الاسم ذاته شارك في تأسيسها سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI. يعتمد Worldcoin على تقنية مسح قزحية العين للتحقق من هوية المستخدمين وتوفير خدمات رقمية متنوعة مع ضمان عدم استغلال الروبوتات لهذه الخدمات.

 

ومع ذلك، يؤكد الباحثون في الورقة العلمية لنظام PHC أن هدفهم هو وضع المعايير الأساسية لأي نظام للتحقق من الهوية، وليس تأييد نظام معين مثل Worldcoin. كما يشيرون إلى أهمية تنوع الأنظمة المتاحة للتحقق من الهوية الرقمية لضمان حصول المستخدمين على خيارات متعددة ومنع هيمنة جهة واحدة على هذا المجال.

 

يشكل نظام PHC عبئًا إضافيًا على المستخدمين، إذ يلزمهم بالتكيف مع التهديدات التي تسببها التقنيات الجديدة بدلًا من تقديم حلول فعالة وآمنة من شركات التكنولوجيا نفسها. يثير هذا الأمر تساؤلات حول مسؤولية هذه الشركات، التي طورت تقنيات مثل روبوتات الدردشة دون معالجة مشاكلها الأمنية والتكنولوجية.

 

ويشير كريس جيليارد، الباحث في مجال الخصوصية، إلى أن النظام المقترح يعكس نهج شركات التكنولوجيا في تحميل المجتمع عبء التكيف مع الآثار الجانبية لتقنياتها. يُظهر هذا النهج كيف تقوم هذه الشركات بطرح منتجات جديدة دون النظر إلى عواقبها، مما يزيد من الفوضى الرقمية.

 

تحتاج شركات التكنولوجيا إلى تقديم حلول ملموسة لمعالجة مشكلة التمييز بين الإنسان والآلة بدلاً من تحميل المستخدمين هذا العبء. يمكن البدء بوضع علامات مائية على المحتوى الذي تنتجه نماذج الذكاء الاصطناعي، أو تطوير أدوات متقدمة للكشف عن المحتوى المزيف. رغم أن هذه الحلول ليست مثالية، إلا أنها تُلقي بالمسؤولية على مصدر المشكلة وتحد من التلاعب بالمحتوى الرقمي.

 

تاريخ وادي السيليكون مليء بالأمثلة على تطوير تقنيات دون مراعاة آثارها، مثل الاستهلاك الكبير للكهرباء والمياه لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي. لذا، يتعين على الشركات أن تتحمل مسؤولية التأثيرات البيئية والاجتماعية للتكنولوجيا التي تطورها.

 

يمثل التمييز بين الإنسان والآلة تحديًا معقدًا في عالمنا الرقمي المتطور. ورغم أن نظام (PHC) يقدم حلاً لهذه المشكلة، إلا أنه يعيد تحميل العبء على المستخدمين ويثير تساؤلات حول الخصوصية والأمن والسيطرة. لذا، من الضروري أن تعمل شركات التكنولوجيا على تطوير حلول مستدامة وشاملة تضمن الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي دون المساس بحقوق وخصوصية المستخدمين.



آخر الأخبار
img
“بروبرتي فايندر” تُحدث نقلة نوعية في سوق العقارات الرقمية بمنطقة الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
مكتب أبوظبي للاستثمار يتعاون مع “إي آند إنتربرايز” لتسريع التحوّل الرقمي في القطاع الصناعي في إمارة أبوظبي
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
سعادة المهندس مروان بن غليطه يزور منشأة “تدوير” للاطلاع على أحدث ممارسات إدارة النفايات في دبي
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وصندوق الإمارات للنمو يوقعان مذكرة تفاهم استراتيجية لتعزيز نمو القطاع الصناعي الوطني
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومصرف الإمارات للتنمية يطلقان “مسرع اصنع في الإمارات” الأول من نوعه لدعم ريادة الأعمال في القطاع الصناعي
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
خلال مشاركتها بمعرض سيملس الشرق الأوسط 2025 “مُزن” تكشف النقاب عن وكيل ذكاء اصطناعي متطور وحلول مبتكرة لمكافحة الجرائم المالية عبر منصة “فوكال”
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
جوجل تطلق Imagen 4: قفزة نوعية في توليد الصور بالذكاء الاصطناعي.
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
إيلون ماسك يؤكد التزامه بقيادة تسلا لخمسة أعوام مقبلة 
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
الهاتف الشفاف الذي حيّر الملايين على “تيك توك”: هل هو ابتكار ثوري أم خدعة بصرية؟
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
Google تطلق NotebookLM: مساعد الذكاء الاصطناعي الجديد مجانًا للجميع
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
هواوي تكشف عن MateBook Fold، أول حاسوب قابل للطي
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
لا مزيد من حواجز اللغة: دبلجة صوتية فورية مدعومة بالذكاء الاصطناعي في Google Meet
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
آبل تعزز دعم الخط العربي في iPadOS 19 لتجربة أكثر سلاسة
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
أكثر من خُمس مستخدمي الإنترنت في السعودية يعتمدون على الذكاء الاصطناعي
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
جوجل Flow: أداة فيديو مبتكرة بالذكاء الاصطناعي، تطلقها جوجل في I/O 2025، لتبسيط إنشاء المقاطع القصيرة المدعومة 
منذ يوم واحد
سوالف تك
النشرة الإلكترونية

ابقى على اطلاع بآخر التحديثات في المواضيع التي تهمك

EmailIcon
2025 @ حقوق الملكية محفوظة لسوالف تِك
SawaliftechLogo