تحديث جديد يجعل جوجل إيرث ومابس أكثر واقعية من أي وقت مضى

أعلنت شركة جوجل عن تحديث جديد وضخم لخدمة *Google Earth*، يتيح للمستخدمين استكشاف المدن والمعالم الشهيرة عبر الزمن، مثل سان فرانسيسكو في ثلاثينيات القرن العشرين أو باريس في ثمانينيات، مما يوفر تجربة فريدة لمراقبة التغيرات العمرانية والجغرافية عبر العقود.

صور تاريخية وتجربة زمنية فريدة

يجلب هذا التحديث ميزة جديدة إلى *Google Earth* تتمثل في توفير صور تاريخية للمستخدمين، مما يتيح لهم الرجوع بالزمن إلى ما يصل إلى 80 عامًا في بعض المواقع. هذه الميزة تمثل تحولًا في طريقة استكشاف المدن، حيث يمكن للمستخدمين الآن استعراض كيف كانت الجغرافيا والمباني والشوارع تبدو في فترات زمنية سابقة. يُستفاد من صور جوية وصور محفوظة لعرض هذه التحولات العمرانية بشكل واقعي ودقيق.

يعد هذا التحديث تطورًا مهمًا في استخدام التكنولوجيا لربط الحاضر بالماضي، مما يمكّن المستخدمين من فهم كيفية تطور المدن والأحياء على مر العقود. سواء كان ذلك لاستكشاف باريس في ثمانينيات القرن العشرين أو سان فرانسيسكو في الثلاثينيات، يقدم *Google Earth* تجربة غنية تجمع بين الترفيه والتعليم.

واجهة جديدة وتحسينات في إدارة المشاريع

بالإضافة إلى الصور التاريخية، قدم التحديث واجهة جديدة كليًا لـ *Google Earth*، تتسم بالبساطة والسهولة في الاستخدام، مما يجعل تجربة التصفح والاستكشاف أكثر سلاسة. وتم إعادة تصميم الشاشة الرئيسية بالكامل، حيث أصبحت المشاريع تظهر بشكل بارز ومميز، مما يساعد المستخدمين في العثور على مشاريعهم والوصول إليها بشكل أسرع.

كما أضافت جوجل أدوات إدارة مشاريع محسنة تسهل التعاون بين الفرق والمجموعات البحثية. هذه الأدوات تتيح للمستخدمين مشاركة الملفات والمشاريع والتعاون عليها بشكل فعال. وتعزز هذه الإمكانيات الجديدة من قدرة الفرق على العمل المشترك، سواء كانوا طلابًا أو باحثين أو حتى مخططين عمرانيين يستفيدون من هذه الأدوات لاستكشاف المدن وتطوير مشاريعهم.

توسيع نطاق ميزة Street View

إلى جانب الصور التاريخية، وسعت جوجل تغطية ميزة *Street View* لتشمل 80 دولة جديدة. هذه الميزة الشهيرة تمنح المستخدمين فرصة استكشاف الشوارع والمعالم من خلال صور بانورامية حقيقية. وقد تمت إضافة دول جديدة إلى هذه الخدمة مثل البوسنة والهرسك، وناميبيا، وليختنشتاين، وباراغواي، مما يوفر للمستخدمين إمكانية استكشاف هذه المناطق بسهولة.

أصبحت الآن بعض من أكبر دول العالم مثل أستراليا، والأرجنتين، والبرازيل، وكوستاريكا، والدنمارك، وفرنسا، وأيسلندا، واليابان، والمكسيك، ونيوزيلندا، والفلبين، ورواندا، وصربيا، وإسبانيا، وجنوب إفريقيا، وسويسرا، والأوروغواي، مغطاة بالكامل تقريبًا بواسطة *Street View*. ومن خلال هذه الميزة، يمكن للمستخدمين الحصول على نظرة قريبة على تفاصيل الحياة اليومية في هذه البلدان، بدءًا من الشوارع إلى المحال التجارية وحتى المناظر الطبيعية والجغرافية.

كاميرات خفيفة الوزن لتعزيز التغطية

أشارت جوجل إلى أن التطور في تقنية *Street View* يعود جزئيًا إلى استخدام كاميرات خفيفة الوزن ومحمولة، التي تسمح بالتقاط الصور في المزيد من الأماكن، حتى في المناطق النائية والصعبة الوصول. هذه الكاميرات توفر مرونة أكبر لجوجل في جمع صور أكثر تفصيلًا وجودة أعلى، مما يجعل الخدمة أكثر شمولية وفاعلية.

الذكاء الاصطناعي يعزز وضوح الصور

ولم يكن الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن هذا التحديث، حيث لجأت جوجل إليه لتحسين جودة الصور المعروضة في *Google Earth* و*Street View*. استخدمت الشركة الذكاء الاصطناعي لتحديث مجموعة كبيرة من الصور، مما زاد من وضوحها وجعلها أكثر دقة.

إحدى الأدوات المهمة التي اعتمدت عليها جوجل هي نموذج *Cloud Score AI*، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لإزالة الغطاء السحابي والضباب من الصور الجوية والفضائية، مما يوفر رؤية أوضح للمستخدمين. يعمل هذا النموذج بذكاء على تمييز السحب وظلالها وإزالتها، مع الحفاظ على العناصر الطبيعية مثل الثلوج والجليد وظلال الجبال. هذا التحديث يجعل المستخدمين يستمتعون بمشاهدة صور أكثر وضوحًا وواقعية للأرض، مع الحفاظ على التفاصيل الدقيقة لعناصر الطقس الحقيقي.

إتاحة التحديث عبر جميع الأجهزة

أصبح التحديث الجديد متاحًا عبر كل من الأجهزة المحمولة ونسخة الويب من *Google Earth*، وهي خطوة تهدف إلى تسهيل الوصول إلى هذه الميزات الجديدة. وكانت ميزة الصور التاريخية متاحة في السابق فقط من خلال تطبيق *Google Earth Pro* للحواسيب، لكن مع التحديث الأخير، يمكن لأي مستخدم الاستمتاع بهذه الخاصية عبر أي جهاز، مما يوسع نطاق الوصول إلى ملايين المستخدمين حول العالم.

يعتبر هذا التحديث الضخم لبرنامج *Google Earth* خطوة كبيرة في مجال الاستكشاف الرقمي، حيث يجمع بين التقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة استثنائية للمستخدمين. سواء كنت ترغب في استكشاف المدن عبر الزمن، أو مشاهدة تفاصيل دقيقة من أي مكان في العالم، أو التعاون مع فرق العمل على مشاريع مشتركة، فإن *Google Earth* يقدم لك كل ما تحتاجه في تطبيق واحد.