آخر الأخبار
تصاعد استخدام أجهزة التشويش في عمليات السطو على المنازل

يشهد العالم تزايدًا ملحوظًا في استخدام التقنية في عمليات السرقة، خاصة مع انتشار أجهزة التشويش على الشبكات اللاسلكية. تقوم هذه الأجهزة بمنع الكاميرات وأجهزة الإنذار اللاسلكية من العمل، مما يجعل اللصوص أكثر فاعلية في تنفيذ عمليات السرقة دون أن يتم رصدهم.
أجهزة التشويش اللاسلكية (Wi-Fi Jammers) هي أدوات تستخدم لاعتراض عمليات الاتصال اللاسلكي عن طريق بث إشارة قوية على نفس التردد الذي تعمل عليه الشبكات اللاسلكية (Wi-Fi)، أو الشبكات الخليوية، أو حتى GPRS. هذه الإشارات القوية تمنع الأجهزة المرتبطة بتلك الشبكات من التواصل فيما بينها أو تسبب اضطرابًا كبيرًا في الإشارة وتدفق البيانات. تتنوع أجهزة التشويش هذه بناءً على نوعها وقوتها، ويمكنها تغطية مساحات تصل إلى 30 مترًا.
للأسف، يمكن للمجرمين بسهولة العثور على أجهزة التشويش اللاسلكية عبر الإنترنت، وبأسعار رخيصة تبدأ من 40 دولارًا. يعمد اللصوص إلى نصب هذه الأجهزة حول المنازل المستهدفة، مما يجعل كاميرات المراقبة وأجهزة الإنذار غير فعالة. بفضل هذه الأجهزة، يتأكد اللصوص من أنهم لن يظهروا في أي تسجيل لأنظمة الأمان، ولن تتمكن أنظمة الأمان من إرسال تنبيهات إلى أصحاب المنازل بشأن وقوع الاقتحام.
رغم أن استخدام أجهزة التشويش غير قانوني في العديد من البلدان، إلا أنها متوافرة بكثرة على متاجر الإنترنت. في الإمارات العربية المتحدة، يحظر بيع واستخدام هذه الأجهزة دون ترخيص واضح وصريح من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية. نفس الحال ينطبق على المملكة العربية السعودية، حيث يسمح باستخدام هذه الأجهزة فقط في مرافق خاصة ولأغراض أمنية محددة مثل السجون ومراكز الحجز.
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية أكثر حالات سرقة واقتحام المنازل باستخدام أجهزة التشويش اللاسلكية. تكاثرت التقارير التي تتناول حوادث مشابهة خلال السنوات القليلة الماضية، مما يشير إلى أن هذه الأجهزة أصبحت أداة شائعة بين اللصوص.
من الصعب تفادي تأثير أجهزة التشويش على الأجهزة التي تعتمد على الشبكات للقيام بمهامها، حتى في ظل وجود أدوات وأجهزة خاصة للكشف عنها. تلك الأدوات غالبًا ما تكون محصورة في الشرطة وأجهزة الأمن وشركات الاتصالات. يبدو أن الخيار المنطقي الأفضل هو اعتماد الاتصال بالكابلات لأي جهاز يتمتع بحساسية أمنية.
من الممارسات التي يمكن اتباعها لتجنب الوقوع ضحية لأجهزة التشويش، محاولة عدم إتاحة الفرصة للمجرمين لنصب هذه الأجهزة بجوار المنازل. يمكن تحقيق ذلك من خلال الإيحاء بأن هناك دائمًا أحد في المنزل يقوم بنشاط ما وقد ينتبه لأي حركة في الجوار. غالبًا ما ينصب المجرمون أجهزة التشويش خلسة بعد أن يتأكدوا من خلو المنازل من قاطنيها.