آخر الأخبار
كوالكوم تتراجع عن الاستحواذ على إنتل: قرار استراتيجي لتجنب التعقيدات القضائية

أعلنت تقارير حديثة أن شركة كوالكوم قد تخلت عن خططها للاستحواذ على وحدة تصميم الرقاقات التابعة لشركة إنتل، وذلك لتجنب التدقيق التنظيمي والملاحقات القضائية المرتبطة بمثل هذا النوع من الصفقات.
محاولات لتعزيز النفوذ في سوق أشباه الموصلات
كانت كوالكوم تأمل من خلال هذا الاستحواذ أن توسّع مكانتها في سوق أشباه الموصلات، خاصة في ظل التوجه المتزايد نحو استخدام معالجات ARM في الحواسيب الشخصية. ورغم أهمية هذه الخطوة الاستراتيجية، فإن النقاشات بشأن الصفقة ظلت في مراحلها الأولية، ولم يتم تقديم عرض رسمي.
تحديات إنتل: فرص وضغوط
تعاني شركة إنتل في السنوات الأخيرة من انخفاض في النمو وتراجع حصتها السوقية. فقد انخفضت إيراداتها بنسبة 14% في عام 2023 مقارنة بعام 2022، وسجلت خسائر بقيمة 7 مليارات دولار بسبب مشكلات في الإنتاج واعتمادها المتزايد على شركات مثل TSMC لتصنيع رقاقاتها.
وفي إطار سعيها للتغلب على هذه الأزمات، أعلنت إنتل عن خطة لإعادة الهيكلة، تتضمن تقليص الإنفاق وبيع وحدات الأعمال غير الأساسية لتحسين التدفقات النقدية. ومع ذلك، لا تزال الشركة تحتفظ بقيمة سوقية كبيرة تُقدر بـ96 مليار دولار.
العقبات التي أوقفت الصفقة
التدقيق التنظيمي ومكافحة الاحتكار:
استحواذ كوالكوم على وحدة من إنتل كان من المتوقع أن يثير مخاوف بشأن الاحتكار، خاصة في سوق أشباه الموصلات، وهو ما كان سيضع الصفقة تحت مجهر الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وخارجها.
التعقيدات القانونية لاتفاقيات الترخيص:
ترتبط إنتل وAMD باتفاقية تبادل تراخيص تقنيات المعالجات، تتعلق ببنية x86 وامتدادات AMD64. هذه الاتفاقية تُلغى تلقائيًا إذا خضعت إحدى الشركتين لتغيير كبير، مثل الاستحواذ، مما يضيف مزيدًا من التعقيدات لأي صفقة محتملة.
الأعباء المالية:
رغم أن الاستحواذ كان سيسهم في تعزيز حضور كوالكوم في قطاع الحواسيب، فإن تمويل صفقة بهذا الحجم كان سيشكل عبئًا كبيرًا، نظرًا للقيمة السوقية المرتفعة لإنتل والمشكلات المالية التي تعاني منها.
كوالكوم تركز على استراتيجيات بديلة
بدلًا من الاستحواذ على إنتل، تواصل كوالكوم توسيع نطاق أعمالها من خلال تصميم معالجات متطورة موجهة للأجهزة المحمولة والحواسيب. فقد نجحت الشركة بالفعل في تطوير رقاقات قائمة على معمارية ARM تناسب الحواسيب المحمولة والمكتبية، مما يعزز قدرتها على المنافسة دون الحاجة إلى تحمل تعقيدات صفقات الاندماج الكبرى.
إنتل: تحديات وفرص لإعادة الهيكلة
بينما تتخلى كوالكوم عن فكرة الاستحواذ، تظل إنتل تركز على إعادة هيكلتها وتحسين كفاءتها التشغيلية. ومن المحتمل أن تتجه الشركة إلى بيع بعض وحداتها أو تعزيز الشراكات مع شركات تصنيع الرقاقات للتغلب على تحدياتها.