أبل تقترب من الاستحواذ على تطبيق Pixelmator الشهير لتحرير الصور

في خطوة استراتيجية لتعزيز محفظتها من التطبيقات الإبداعية، اقتربت شركة أبل من الاستحواذ على تطبيق تحرير الصور الشهير Pixelmator، الذي يُعد أحد البدائل القوية لبرنامج فوتوشوب من أدوبي. يهدف هذا الاستحواذ إلى توسيع قاعدة المستخدمين التي تعتمد على أدوات أبل الإبداعية، لا سيما في مجالات التصميم وتحرير الصور، ويعزز من مكانة الشركة في سوق البرمجيات الإبداعية المتنامي.

ما هو تطبيق Pixelmator؟

تطبيق Pixelmator هو أداة لتحرير الصور والتصميم تم تطويرها في ليتوانيا، والتي حازت على شهرة واسعة بفضل واجهتها البسيطة وأدواتها القوية التي تنافس برامج التحرير التقليدية مثل فوتوشوب. التطبيق يقدم مجموعة متنوعة من الميزات، من بينها أدوات تعديل الصور المتقدمة، تحسين الألوان، إضافة الفلاتر، وفلاتر الذكاء الاصطناعي الحديثة. تختلف Pixelmator عن العديد من التطبيقات في أنها تُباع كمنتج لمرة واحدة بدلاً من الاشتراك الشهري أو السنوي، وهو ما جعلها خيارًا مفضلًا للمستخدمين الذين لا يرغبون في دفع اشتراكات مستمرة كما هو الحال مع أدوبي.

تفاصيل الاستحواذ:

في بيان رسمي نشرته Pixelmator على مدونتها، أعلنت الشركة أنها “في انتظار موافقة الجهات التنظيمية” على صفقة الاستحواذ. البيان أكد أن Pixelmator ستظل في الوقت الحالي كما هي، مع الالتزام بإصدار تحديثات جديدة قريبا. بينما لم تكشف أبل عن التفاصيل المالية للصفقة، فإن موظفي فريق Pixelmator سيُضَمّون إلى صفوف شركة أبل بعد إتمام الصفقة، وهو ما يثير التكهنات حول كيفية دمج تطبيق Pixelmator مع منصات أبل في المستقبل.

من الجدير بالذكر أن هذه الخطوة تأتي بعد فترة من العمل المتواصل من قبل Pixelmator لتطوير أدوات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين وتعديل الصور تلقائيًا، مما يعزز جاذبية التطبيق بين المحترفين والهواة على حد سواء.

هل سيتحول Pixelmator إلى جزء من بيئة أبل؟

مع اقتراب أبل من إتمام عملية الاستحواذ، يثير ذلك تساؤلات بين مستخدمي Pixelmator حول المستقبل القريب للتطبيق، خصوصًا وأن الشركة أعلنت عن “تحديثات مثيرة” قريبًا. في حين أن Pixelmator قد يظل على الأرجح كأداة مستقلة في البداية، يشكك البعض في احتمال تحوله تدريجياً إلى منتج مرتبط بشكل أكبر بخدمات أبل.

القلق من اختفاء التطبيق:

منذ استحواذ أبل على العديد من التطبيقات والإدماج لاحقًا لبعضها في خدماتها، مثل Dark Sky في عام 2020، الذي اختفى كتطبيق مستقل واندماج في تطبيق الطقس من أبل، بدأ البعض في طرح قلقهم من أن تطبيق Pixelmator قد يواجه نفس المصير. هذا الاحتمال يعزز القلق لدى مستخدمي Pixelmator من احتمال استبداله تدريجيًا أو دمجه مع تطبيقات أبل الأخرى مثل الصور أو Procreate.

ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كان Pixelmator سيظل مستقلاً أم سيتم دمجه بشكل أكبر في بيئة أبل. في الماضي، قامت أبل بالاستحواذ على تطبيقات مثل Final Cut Pro و Logic Pro، لكن هذه التطبيقات بقيت مستقلة إلى حد كبير رغم إدماج بعض الخصائص داخل الأنظمة البيئية الخاصة بأبل.

التحديات التنظيمية:

على الرغم من أن صفقة الاستحواذ قد تبدو خطوة منطقية لأبل لتعزيز محفظتها من الأدوات الإبداعية، فإن موافقة الجهات التنظيمية قد تشكل تحديًا. فبعض الصفقات المشابهة قد تم رفضها في الماضي، مثل الصفقة التي كانت أدوبي تأمل في إتمامها للاستحواذ على شركة Figma بقيمة 20 مليار دولار، والتي تم إيقافها بسبب المخاوف المتعلقة بالمنافسة واحتكار السوق في كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

في هذا السياق، يمكن أن تواجه أبل نفس التحديات التنظيمية إذا رأت الجهات المختصة أن الاستحواذ على Pixelmator قد يؤثر على المنافسة في سوق تطبيقات تحرير الصور أو يضر بالمنافسة مع أدوات أخرى مثل أدوبي فوتوشوب.

مستقبل تطبيق Pixelmator في بيئة أبل:

من ناحية أخرى، تعد إضافة Pixelmator إلى مجموعة أبل من التطبيقات الإبداعية خطوة استراتيجية قد تتيح لشركة أبل توسيع نطاق أدوات تحرير الصور الخاصة بها للمستخدمين على مختلف منصاتها. Pixelmator يتمتع بشعبية كبيرة بين مستخدمي ماك، ويُتوقع أن يكون تكامله مع أجهزة أبل مثل آيفون و آيباد بمثابة تعزيز قوي لتطبيقات أبل في مجال التصميم والتحرير.

مزايا تحديثات Pixelmator الأخيرة:

من جهة أخرى، قام فريق Pixelmator مؤخرًا بإجراء تحديثات مستمرة على التطبيق، ما جعل أدواته أكثر تطورًا. أبرز هذه التحديثات كان إضافة أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والتي تساعد في تعديل الصور بشكل ذكي وأكثر دقة. كما أصبح التطبيق يدعم مزيدًا من تنسيقات الصور المختلفة، مما يجعله خيارًا ممتازًا للمستخدمين الذين يحتاجون إلى أدوات متعددة الأغراض.

استحواذ أبل على Pixelmator يمثل خطوة كبيرة في مجال البرمجيات الإبداعية، ولكن مصير التطبيق المستقبلي يظل غامضًا. بينما ينتظر المستخدمون الموافقة التنظيمية، يترقبون تحديثات التطبيق القادمة. في النهاية، قد تكون هذه الخطوة بداية لمزيد من التكامل بين أبل ومنصاتها الإبداعية، أو قد تمثل بداية النهاية لتطبيق Pixelmator كأداة مستقلة في السوق.