Logo
نصلك بمستقبل التكنولوجيا

اشترك الآن

لآخر التحديثات

آخر الأخبار

غوغل تبتكر روبوتًا ذكيًا يتفوق على البشر في أصعب مهام ماينكرافت

منذ ٥ أيام
سوالف تك

img

في قلب إحدى أبرز مختبرات التكنولوجيا في العالم، كان هناك فريق من العلماء والباحثين يعملون على مشروع يبدو في البداية وكأنه مستوحى من أفلام الخيال العلمي. كانوا في غمار مغامرة غير مسبوقة، حيث قرروا استخدام لعبة Minecraft الشهيرة لتدريب نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه تعلم المهام المعقدة دون أي مساعدة بشرية. وهذا النموذج، الذي كان يُدعى Dreamer، ليس مجرد روبوت عادي. كان هدف الفريق ليس فقط جعل Dreamer يتقن لعبة الفيديو، بل أن يتعلم بشكل مستقل تمامًا، كما يتعلم الإنسان.

تعاون فريق DeepMind التابع لغوغل مع جامعة تورنتو في هذا المشروع الطموح. وكانت الفكرة في غاية البساطة في ظاهرها: جعل Dreamer يتعلم اللعبة من الصفر، في فترة قصيرة من الزمن، دون أي تدخل من البشر أو بيانات تدريب مسبقة. على الرغم من أن ذلك قد يبدو مستحيلاً، إلا أن Dreamer أظهر قدرة مذهلة على استيعاب اللعبة وإتقانها في وقت قياسي بلغ تسعة أيام فقط.

تحديات بيئة Minecraft والتعلم الذاتي

من اللحظة التي بدأ فيها Dreamer مهمته، واجهته بيئة مليئة بالتحديات. لكن بدلاً من أن يقدم له الفريق أي تعليمات أو إرشادات، تم تصميم بيئة Minecraft بطريقة خاصة. كل 30 دقيقة، كانت البيئة تتغير بشكل عشوائي، مما جعل من الصعب على Dreamer التكيف بسرعة. لكن على الرغم من هذه الصعوبات، بدأ Dreamer في أداء مهامه الموكلة إليه، مثل جمع الماس، بسرعة ودقة. في نهاية التجربة، كان قد أصبح قادرًا على جمع الماس في أقل من 30 دقيقة، وهو إنجاز يعادل أداء أي لاعب بشري متمرس في اللعبة.

تخيل المستقبل: كيف يفكر Dreamer؟

لكن ما الذي جعل Dreamer مميزًا حقًا؟ يكمن السر في قدرته على “تخيل المستقبل”. بدلاً من أن يعتمد فقط على ردود الفعل اللحظية، بدأ Dreamer في بناء نموذج ذهني لبيئته. كان يستطيع محاكاة السيناريوهات المستقبلية في عقله الرقمي قبل أن يتخذ أي خطوة، وبذلك كان بإمكانه تجربة استراتيجيات مختلفة واختيار الأنسب بينها. كانت هذه القدرة على “التخيل” مفتاح نجاحه، مما جعله قادرًا على تحسين أدائه بشكل مستقل ودون أي تدخل بشري.

في هذا الصدد، يقول دانيار هافنر، الباحث في غوغل: “تخيل المستقبل هو أمر ليس فقط مقتصرًا على الألعاب. هو جوهر الفكرة التي يمكن أن تحسن تقنيات الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي”. هذا يُشبه تمامًا طريقة تعلم البشر للمهارات؛ من خلال التجربة والخطأ، يدرك Dreamer ما هو الأكثر فاعلية ويتجاهل غير المفيد.

التعلم الذاتي: خوارزمية غير مسبوقة

والأهم من ذلك، هو أن Dreamer كان أول نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه إتمام مهمة معقدة مثل جمع الماس في Minecraft من الصفر، دون أي تدريب مسبق أو بيانات بشرية. في تقرير الفريق، تم الإعلان عن أن هذه الخوارزمية هي الأولى من نوعها التي تتيح للذكاء الاصطناعي تعلم المهام بشكل ذاتي تمامًا. ولم تكن هذه الخوارزمية مجرد تحسين داخل عالم الألعاب، بل فتحت المجال أمام تطبيقات غير مسبوقة في مجالات أخرى مثل صناعة الروبوتات، الأنظمة الذكية، وحتى الرعاية الصحية.

الآفاق المستقبلية: كيف يمكن لهذه التكنولوجيا تغيير العالم؟

على الرغم من أن Dreamer قد تم تدريبه على لعبة Minecraft، إلا أن التكنولوجيا التي تم تطويرها لا تقتصر على الألعاب فقط. ما تعلمه Dreamer حول كيفية التفاعل مع بيئته والتكيف معها يمكن أن يكون له تطبيقات عملية في العديد من المجالات الأخرى. من صناعة الروبوتات الذكية التي تتفاعل بذكاء مع محيطها، إلى تطبيقات في مجال النقل الذكي والرعاية الصحية. القدرة على “تخيل المستقبل” هي ما يمكن أن يحدث تغييرًا جوهريًا في الطريقة التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي.

كما اختتم دانيار هافنر حديثه قائلاً: “القدرة على تخيل المستقبل ليست مجرد ميزة في الألعاب. هي أساس يمكن أن يُفضي إلى تطور تقنيات أكثر ذكاء وكفاءة في الحياة اليومية”. وهذا يعني أن Dreamer ليس مجرد تجربة فنية رائعة في لعبة فيديو، بل هو نموذج لثورة تكنولوجية قد تغير مجرى الحياة كما نعرفها.

الذكاء الاصطناعي في أيدٍ قادرة على تغيير العالم

ما حدث مع Dreamer هو مجرد بداية لما يمكن أن نراه في المستقبل. مع تقدم الذكاء الاصطناعي، أصبحنا نشهد تطورات تجعل الروبوتات قادرة على التعلم والتكيف بشكل مستقل. سواء كانت في الألعاب أو في الحياة الواقعية، فإن قدرة Dreamer على “تخيل المستقبل” يمكن أن تكون بداية لحقبة جديدة من التفاعل الذكي بين الإنسان والآلة، حيث تبدأ الروبوتات في أخذ قرارات بنفسها، وتحسين مهامها وفقًا لاحتياجات البيئة التي تعمل فيها.

الذكاء الاصطناعي، اليوم، لم يعد مجرد أداة تُستخدم في مهام محدودة. إنه يصبح شريكًا في التفكير والتعلم، ومع مرور الوقت، قد يفتح لنا آفاقًا جديدة لم نكن نتخيلها من قبل.



آخر الأخبار
img
دبي لخدمات الملاحة الجوية تعزز المرونة الرقمية من خلال شراكة استراتيجية مع Help AG
منذ ١٤ ساعة
سوالف تك
img
ديلويت الشرق الأوسط تُعلن عن تصنيفات شركات التكنولوجيا الأسرع نموًا في النسخة الرابعة من برنامج Fast 50
منذ ١٤ ساعة
سوالف تك
img
الإمارات تحطم رقماً قياسياً عالمياً بتغطية 99.3% من المنازل بشبكة الألياف الضوئية
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
Lazard تختار أبوظبي: توسع استراتيجي يعيد رسم خريطة الخدمات المالية في الشرق الأوسط
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
إنتل تبيع 51% من وحدة Altera لشركة Silver Lake مقابل 4.46 مليار دولار ضمن خطة لإعادة الهيكلة
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
جوجل توسّع نطاق Veo 2 لتوليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي: منافسة شرسة مع Sora وRunway
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
NVIDIA تكشف رسميًا عن بطاقات RTX 5060 و5060 Ti: أداء قوي وسعة VRAM تثير الجدل
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
واتساب تطلق 12 ميزة جديدة تعزز التفاعل داخل المجموعات وتحسن المكالمات والقنوات
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
“شات جي بي تي” يذهل العالم من جديد: صيحة تحويل الحيوانات الأليفة إلى بشر تجتاح الإنترنت
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
أولى جلسات محاكمة “ميتا”: هل تقترب نهاية الاحتكار التكنولوجي في وسائل التواصل الاجتماعي؟
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
توأم رقمي لدماغ فأر يفتح آفاقًا جديدة لفهم العقل البشري
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
شركة الجهات الأربع تنضم إلى شبكة JCtrans العالمية لتعزيز مكانتها في قطاع الخدمات اللوجستية
منذ ١٥ ساعة
سوالف تك
img
أدوبي تُدخل الذكاء الاصطناعي إلى فوتوشوب وبريميير برو عبر وكلاء ذكيين يقترحون التعديلات وينفذونها تلقائيًا
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
Kawasaki تكشف عن Corleo: روبوت هيدروجيني بأربع أرجل يدمج الخيال العلمي بالواقع
منذ يوم واحد
سوالف تك
img
جوجل تعزز قدرات Gemini: تحويل المستندات إلى بودكاست وميزات ذكية جديدة في Google Workspace
منذ يوم واحد
سوالف تك
النشرة الإلكترونية

ابقى على اطلاع بآخر التحديثات في المواضيع التي تهمك

EmailIcon
2025 @ حقوق الملكية محفوظة لسوالف تِك
SawaliftechLogo