آخر الأخبار
لماذا يهاجر مستخدمو إكس إلى Bluesky؟

أصبحت منصة التواصل الاجتماعي اللامركزية Bluesky واحدة من أبرز الظواهر في مجال الشبكات الاجتماعية في الآونة الأخيرة، حيث شهدت نمواً غير مسبوق في أعداد مستخدميها بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024. فعلى الرغم من المنافسة الشرسة من منصات مثل Threads و ChatGPT، تمكنت Bluesky من تصدر قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً في متجر آب ستور بالولايات المتحدة، مسجلةً زيادة كبيرة في شعبيتها.
وجاء هذا النمو بالتزامن مع موجة هجرة غير مسبوقة لمستخدمي منصة إكس (سابقًا تويتر) منذ استحواذ إيلون ماسك على المنصة في 2022. فقد شهدت إكس تغييرات مثيرة للجدل في سياساتها، مما دفع العديد من المستخدمين إلى البحث عن بدائل مثل Bluesky التي تقدم تجربة مختلفة وأكثر مرونة. فكيف تعمل هذه المنصة؟ ولماذا تشهد هذا الازدهار المفاجئ؟
1. ما هي Bluesky؟
Bluesky هي منصة تواصل اجتماعي لامركزية، أنشأها جاك دورسي، مؤسس تويتر، كمشروع مستقل يهدف إلى تطوير نموذج جديد للتواصل الاجتماعي يعتمد على مبدأ اللامركزية. وبدلاً من البنية التقليدية المركزية، يستخدم Bluesky بروتوكولاً مفتوح المصدر يُسمى AT Protocol، يسمح للمستخدمين بنقل بياناتهم بين منصات التواصل الاجتماعي المختلفة المتوافقة مع هذا البروتوكول.
بدأت فكرة Bluesky كمشروع داخلي في تويتر عام 2019، ثم انفصلت عن تويتر بعد استحواذ إيلون ماسك على الشركة في 2022، وأصبحت منصة مستقلة. ورغم أن Bluesky كانت متاحة للمستخدمين عبر دعوات فقط حتى فبراير 2024، إلا أن المنصة فتحت أبوابها للجميع منذ ذلك الحين، وسرعان ما شهدت طفرة في أعداد المستخدمين.
2. أسباب النمو الكبير في عدد مستخدمي Bluesky
تشير التقارير إلى أن Bluesky سجلت زيادة ضخمة في عدد مستخدميها بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، حيث انتقل إليها العديد من المستخدمين الذين كانوا يشكّلون جزءاً كبيراً من قاعدة مستخدمي إكس. فبحسب الأرقام، ارتفع عدد مستخدمي Bluesky من 9 ملايين في أكتوبر 2024 إلى أكثر من 19 مليون مستخدم في وقت قياسي.
من أبرز الأسباب التي ساعدت في هذا النمو:
- التغييرات في سياسات إكس: مثل تعديل سياسة الحظر التي سمحت للحسابات المحظورة بمشاهدة منشورات الحسابات التي قامت بحظرها، مما أوجد حالة من الاستياء لدى بعض المستخدمين الذين يبحثون عن منصة أكثر احترامًا للخصوصية.
- الأحداث السياسية: لعبت الانتخابات الأمريكية واتهامات ترامب ضد تايلور سويفت دورًا في دفع معجبيها، الذين كانوا نشطين في إكس، إلى الانتقال إلى Bluesky بحثًا عن بيئة أكثر دعمًا لآرائهم.
- التوجهات الجديدة: يعكف الكثير من المستخدمين على تجربة منصات جديدة بعيدة عن السياسة التي يراها البعض “منحازة”، مما جعلهم يتجهون نحو Bluesky كخيار بديل أكثر حيادية ومرونة.
3. كيف تعمل Bluesky؟
تقدم Bluesky تجربة مشابهة لتلك التي توفرها إكس، حيث يمكن للمستخدمين نشر رسائل (تُسمى “Skeets”) بحد أقصى 256 حرفًا، ويمكنهم التفاعل مع المنشورات عبر الإعجاب أو الرد أو إعادة المشاركة.
إحدى الخصائص المميزة في Bluesky هي الاعتماد على النظام اللامركزي، مما يسمح للمستخدمين بنشر محتواهم عبر خوادم مختلفة تناسب اهتماماتهم أو مجتمعاتهم الخاصة، وهو ما يشبه الطريقة التي يعمل بها Mastodon. كما تقدم المنصة ميزات مثل Starter Pack التي تساعد المستخدمين الجدد على إيجاد الأشخاص والخلاصات المثيرة للاهتمام بسرعة، مما يسهل عليهم الانخراط في الشبكة.
4. مستقبل إكس بعد التحولات الكبيرة
منذ أن أصبح إيلون ماسك مالكًا لمنصة تويتر في 2022، شهدت المنصة العديد من التحولات الجذرية التي أثارت استياء العديد من مستخدميها. فقد تم تغيير سياسات الاستخدام بشكل مستمر، مما أسفر عن فقدان بعض المعلنين والمستخدمين لثقتهم بالمنصة. إضافة إلى ذلك، شهدت إكس منافسة شديدة من منصات مثل Threads و Bluesky التي توفر مزايا جديدة تركز على اللامركزية والحرية في التعبير.
ورغم التحديات التي تواجهها إكس، من غير الممكن الجزم بمستقبل المنصة، حيث يمكن أن تشهد المنصة تحولًا جذريًا نحو تقديم خدمات مالية، مثل المدفوعات الرقمية، أو قد تواصل تقدم نموذج الذكاء الاصطناعي عبر Grok، وهو أداة تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي لتقديم ميزات جديدة للمستخدمين.
5. هل سيستمر نجاح Bluesky؟
بالتأكيد، فإن الانتقال الكبير إلى Bluesky يعد دليلاً على وجود بديل واعد للمنصات التقليدية، لكن المنصة لا تزال في مرحلة النمو وتحتاج إلى جهود إضافية للحفاظ على هذا الزخم. ورغم أنها شهدت نموًا مذهلاً في عدد مستخدميها، فإنها تواجه منافسة من منصات ضخمة مثل Threads التي تضم قاعدة مستخدمين نشطة تفوق 275 مليون شخص شهريًا.
يمكن القول إن Bluesky تمثل خيارًا جديدًا للمستخدمين الباحثين عن بيئة تواصل أكثر حرية ولامركزية. ومع ذلك، فإن نجاحها المستقبلي يعتمد على قدرتها على التكيف مع تغيرات السوق وتلبية احتياجات المستخدمين مع الحفاظ على الابتكار والتفرد.