آخر الأخبار
بكين تُطلق أول سباق نصف ماراثون للروبوتات البشرية

في سابقة عالمية تعكس طموحات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، شهدت العاصمة بكين أول سباق نصف ماراثون للروبوتات البشرية، والذي تزامن مع سباق يشارك فيه أكثر من 10 آلاف عداء بشري، وضم السباق نحو 20 روبوتاً ثنائي القدمين ساروا جنباً إلى جنب – أو على الأقل على مسار موازٍ – مع المشاركين من البشر.
ومن بين المشاركين، كان الروبوت “تيانغ ونغ ألترا” نجم الحدث، إذ عبر خط النهاية بعد ساعتين و40 دقيقة تقريبًا، في حين قطع أسرع عداء بشري السباق في ساعة و11 ثانية تقريبًا، مما يسلّط الضوء على الفجوة بين الأداء البشري والروبوتي – ولكن الأهم، يُظهر مدى التقدم الكبير في مجال الروبوتات القادرة على المشي والحركة في بيئات حقيقية.
تحديات روبوتية على الطريق
خلال السباق، تم فصل مسار الروبوتات عن البشر بحواجز لضمان السلامة وتفادي أي تداخل محتمل. وعلى طول الطريق، تم تخصيص محطات مساعدة خاصة بالروبوتات، لا لتقديم الماء أو الوجبات الخفيفة كما هو الحال مع العدّائين، بل لتوفير بطاريات احتياطية وأدوات صيانة تقنية، في مشهد يُجسّد كيف يمكن تكييف الأنظمة البشرية لتناسب التكنولوجيا.
المهندسون كانوا حاضرين طوال الحدث لإجراء تعديلات فنية سريعة، وضمان استمرار الروبوتات في التقدّم على الرغم من التحديات الميكانيكية والبرمجية.
استعراض تقني أكثر من كونه سباقًا للمراكز
رغم أن السباق لم يكن يهدف إلى منافسة مباشرة بين الروبوتات والبشر، فقد مثّل عرضًا فنيًا مبهرًا للتقدم التكنولوجي الذي حققته الصين في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية. لم يكن لأي من الروبوتات فرصة حقيقية للفوز بالمراكز الأولى، إلا أن الهدف الأسمى كان عرض قدرات هذه الآلات المتقدمة، واستكشاف إمكانيات دمجها مستقبلاً في أنشطة بشرية حيوية.
مستقبل متحرك على قدمين
هذا الحدث يفتح الباب أمام تطوير أكبر في عالم الروبوتات البشرية القادرة على التحرك في بيئات غير مهيأة مسبقاً، مما قد يكون له تطبيقات مستقبلية واسعة في مجالات مثل الرعاية الصحية، الأمن، والتعامل مع الكوارث، وحتى الرياضة.
وتواصل الصين بذلك خططها لتكون في صدارة الثورة الصناعية الرابعة، حيث لا تقتصر الابتكارات على المختبرات، بل أصبحت تسير على قدمين في الشوارع وتشارك في الماراثونات.