آخر الأخبار
تشخيص فوري: AI يرصد الاكتئاب بنظرة واحدة.

في ظل تصاعد التحديات النفسية التي تواجه الأفراد والمجتمعات، ومع تفاقم أزمات الصحة النفسية حول العالم، بدأت التكنولوجيا تلعب دورًا غير تقليدي في تتبع الاضطرابات المزاجية وتحليل مؤشرات الاكتئاب في الوقت الفعلي.
وفي خطوة تُعد من أبرز ما عُرض في معرض Viva Tech 2025 بالعاصمة الفرنسية باريس، قدّم باحثون فرنسيون تطبيقًا ذكيًا يُدعى “إيموبوت” (Emobot)، يُوظف الذكاء الاصطناعي وكاميرا الهاتف لرصد الحالة النفسية للمستخدمين بشكل مستمر.
كيف يعمل التطبيق؟
يعتمد “إيموبوت” على الكاميرا الأمامية لهاتف المستخدم لالتقاط صورة كل ثانية، ويقوم بمعالجتها باستخدام خوارزميات دقيقة قادرة على تحليل تعابير الوجه وتحديد المشاعر السائدة، مثل:
- الحزن
- الغضب
- اللامبالاة
- الرضا
الهدف من هذه الآلية هو تكوين خريطة شعورية دقيقة للمستخدم على مدار اليوم، تُمكّن الأطباء النفسيين من تتبّع تطوّر الحالة المزاجية للمريض ومدى استجابته للعلاج.
اعتراف طبي وتقنية في خدمة العيادات النفسية
أكد صامويل ليرمان، المؤسس المشارك في تطوير التطبيق، أن “إيموبوت” معترف به كجهاز طبي في فرنسا، ويُستخدم حاليًا في عدد من العيادات النفسية بالتعاون مع الأطباء المختصين، مما يعزز مكانة هذه التقنية كأداة داعمة في التشخيص والعلاج.
وأضاف أن التطبيق لا يكتفي بتقديم بيانات خام، بل يُقدّم تحليلات ذات طابع سريري تُمكن الطبيب من تقييم الحالة بدقة وبشكل لحظي، ما يجعل المراقبة اليومية للحالة النفسية أكثر سهولة وواقعية.
الخصوصية أولًا: ما مصير الصور والمعلومات؟
من أبرز الأسئلة التي طُرحت حول التطبيق تتعلق بالخصوصية، خاصةً في ظل حساسية البيانات النفسية. وأوضح ليرمان أن التطبيق:
- لا يُخزن الصور أو يرسلها إلى أي خوادم خارجية.
- يعالج جميع الصور محليًا على الهاتف الذكي.
- يحذف الصور مباشرة بعد تحليلها.
كما أشار إلى أن النسخة القادمة من التطبيق ستضيف ميزة تحليل نبرة الصوت، ما يرفع من دقة تحليل الحالة النفسية عبر دمج المؤشرات البصرية والصوتية معًا.
لا تقتصر قدرة “إيموبوت” على مجرد تحليل التعابير، بل يعتمد في تطويره على:
- استبيانات نفسية يملؤها المرضى بشكل دوري.
- بيانات مفتوحة المصدر لتوسيع قاعدة المعرفة.
- تجارب سريرية مستمرة لتحديد المؤشرات الحيوية الأكثر ارتباطًا بالاكتئاب.
وبهذا النهج العلمي، يسعى المطورون إلى تحسين دقة التطبيق وجعله أداة قياسية في مراقبة الصحة النفسية.
ليس فقط للمصابين بالاكتئاب: مستقبل مفتوح للتقنية
ورغم أن الاستخدام الحالي للتطبيق يقتصر على المجال الطبي، إلا أن التوقعات تشير إلى إمكانية توسيع استخدامه في المستقبل ليشمل:
- مراقبة الحالة المزاجية للأفراد الأصحاء.
- تتبع التغيرات الشعورية في البيئات المهنية والتعليمية.
- دعم الأهل في متابعة الحالة النفسية لأطفالهم أو المسنين.
بينما ما زال الجدل قائمًا حول مدى دقة الذكاء الاصطناعي في فهم العاطفة البشرية، يبدو أن تطبيق “إيموبوت” يُمثل نقطة تحول واعدة في ربط التكنولوجيا العاطفية بالصحة النفسية. وإذا ما استمرت التطورات بالوتيرة الحالية، فإن هذا النوع من الحلول قد يُصبح جزءًا لا يتجزأ من روتيننا اليومي، تمامًا كما أصبحت الساعات الذكية تراقب ضغط الدم ومعدل النبض.