آخر الأخبار
وداعًا للتعقيد! صور جوجل تدمج الذكاء الاصطناعي في محرر صور سهل الاستخدام.

في خطوة تعكس التوجه المتصاعد نحو توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة المستخدمين العاديين، أعلنت شركة جوجل (Google) عن تحديث شامل طال تطبيق الصور الشهير Google Photos، شمل إعادة تصميم شاملة لواجهة محرر الصور، إلى جانب دمج أدوات جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي كانت حكرًا في السابق على هواتف Pixel المتقدمة.
هذا التحديث ليس مجرد تحسين بصري أو إعادة ترتيب للأزرار، بل هو نقلة نوعية تهدف إلى تحويل تجربة تعديل الصور من عملية معقدة تتطلب مهارات إلى تجربة سهلة وسريعة تتيح للمستخدم العادي نتائج احترافية بضغطة زر.
واجهة جديدة كليًا لتجربة تعديل أكثر سلاسة
أولى التغييرات الجذرية في التحديث الجديد تمثلت في إعادة تصميم واجهة محرر الصور، حيث قامت جوجل بالتخلّي عن القوائم المتشعبة واعتماد شريط أدوات موحّد وسهل الاستخدام، يضم ثلاث أيقونات رئيسية:
- تحسين (Enhance): لتحسين جودة الصورة العامة.
- ديناميكي (Dynamic): لتطبيق تعديلات ذكية على الإضاءة والتباين.
- التحسين بالذكاء الاصطناعي (AI Enhance): ميزة مبتكرة تنتج ثلاث نسخ معدّلة من الصورة بشكل تلقائي باستخدام الذكاء الاصطناعي، بحيث يمكن للمستخدم اختيار الأنسب منها من دون الحاجة للتعديل اليدوي.
أدوات ذكاء اصطناعي كانت حصرية لهواتف Pixel أصبحت متاحة للجميع
واحدة من أكثر الميزات المنتظرة كانت دمج أدوات متقدمة بالذكاء الاصطناعي في النسخة العامة من التطبيق، بعدما كانت متوفرة فقط لمستخدمي هواتف Pixel من جوجل. ومن أبرز هذه الأدوات:
المحرر السحري (Magic Editor)
يُعتبر من أبرز الأدوات الجديدة، وهو قادر على إعادة تشكيل الصور بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. يمكن للمستخدم على سبيل المثال تحريك عنصر داخل الصورة، تغيير لون السماء، إزالة عناصر غير مرغوب فيها، أو حتى إعادة تخيل الصورة بالكامل في مشهد مختلف.
ميزة “Auto Frame”
تقوم هذه الأداة بتحليل الصورة واقتراح تكوينات جديدة تلقائيًا عبر اقتصاصها أو توسيعها، مع استخدام الذكاء الاصطناعي لملء الفراغات بطريقة واقعية. هذه الميزة مفيدة بشكل خاص للمصورين غير المحترفين الذين يرغبون في تحسين توازن الصور بسرعة.
أداة “Reimagine”
وهي من الميزات المتقدمة والمثيرة للجدل في آنٍ معًا، حيث تتيح للمستخدم إضافة عناصر جديدة إلى الصورة فقط من خلال الأوامر النصية، مثل طلب إضافة شجرة، شاطئ، أو حتى تغيير الملابس. وبالرغم من إثارتها للإعجاب، إلا أن هذه التقنية قد تثير بعض الأسئلة الأخلاقية حول الحدود بين التعديل والإبداع الزائف.
أدوات تحرير موجهة عبر التفاعل المباشر
أحد الإضافات المميزة في هذا التحديث هو إمكانية التفاعل المباشر مع العناصر داخل الصور. أصبح بإمكان المستخدم الآن رسم خط على العنصر المطلوب تعديله (مثل شخص أو مبنى)، ليظهر شريط اقتراحات يحتوي على خيارات تعديل دقيقة مثل تحريك العنصر، طمس الخلفية، تعديل الإضاءة أو إزالة العنصر تمامًا.
هذا الأسلوب يُسهّل كثيرًا من عملية التعديل ويُقرّبها من طريقة تفكير المستخدم العادي، دون الحاجة لفهم تقنيات التصميم أو الطبقات.
موعد الطرح وتوسّع في أدوات المشاركة
وفقًا لجوجل، فإن الواجهة الجديدة وأدوات الذكاء الاصطناعي ستبدأ بالوصول إلى أجهزة أندرويد عالميًا في بداية الشهر القادم، على أن تُطرح لاحقًا لهواتف iPhone وأجهزة iPad. ولم توضح الشركة ما إذا كانت جميع الميزات ستتوفر لكافة الهواتف، أو ما إذا كانت ستُقيّد ببعض المواصفات التقنية العالية.
من جهة أخرى، أطلقت جوجل ميزة جديدة تسمح بمشاركة الألبومات عبر رمز QR Code، وهي خاصية مثالية للمناسبات الجماعية مثل الأعراس، المؤتمرات، والرحلات، حيث يمكن للضيوف الوصول إلى الألبوم أو إضافة صورهم دون الحاجة إلى إرسال روابط أو استخدام البريد الإلكتروني.
مع هذا التحديث، يبدو أن جوجل تسعى إلى جعل تطبيق Google Photos ليس فقط مكتبة صور، بل أداة تحرير احترافية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تنافس تطبيقات التصميم المعروفة، ولكن دون التعقيد. هذه الخطوة تُعيد رسم المشهد أمام المستخدمين العاديين، وتفتح المجال لاستخدامات جديدة تُلغي الحاجز بين التقنية والإبداع.