آخر الأخبار
تراجع ملحوظ في حصة ويندوز 11 عالمياً مع بداية عام 2025

مع بداية عام 2025، أظهرت البيانات الحديثة تراجعًا ملحوظًا في حصة نظام التشغيل ويندوز 11 على مستوى العالم، بعد فترة قصيرة من ارتفاع مفاجئ شهدها في أكتوبر 2024. وفقًا للبيانات الصادرة عن منصة Statcounter، فقد خسر ويندوز 11 أكثر من 1.48% من حصته السوقية خلال الشهرين الماضيين، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل النظام في ظل المنافسة مع نظام ويندوز 10، الذي لا يزال يحافظ على مركزه القوي في السوق.
تراجع حصة ويندوز 11 مقارنة بنظام ويندوز 10
بحلول ديسمبر 2024، تراجعت حصة ويندوز 11 إلى 34.1% بعد أن كانت قد وصلت إلى 34.94% في أكتوبر من العام ذاته، ما يعكس انخفاضًا بنسبة 0.84%. وعلى الجانب الآخر، بدأ ويندوز 10 في استعادة بعض من مستخدميه المفقودين. وفي الوقت الذي تراجع فيه نظام ويندوز 11، حافظ ويندوز 10 على مكانته باعتباره النظام الأكثر استخدامًا في العالم.
يُظهر التقرير أن ويندوز 10 يحتفظ بحصة سوقية تقدر بحوالي 62.73%، مما يمثل زيادة طفيفة بنسبة 1% مقارنة بالفترات السابقة. هذا الأمر يطرح تساؤلات حول كيفية تأثير التحديات التي يواجهها ويندوز 11 في مواجهة النظام الأقدم الذي سيستمر في تلقي الدعم الرسمي حتى أكتوبر 2025.
تحديات ترقية ويندوز 11: متطلبات النظام الصارمة
أحد أبرز العوامل التي تساهم في تراجع حصص نظام ويندوز 11 هو متطلبات النظام الصارمة التي فرضتها مايكروسوفت. حيث أكدت الشركة في تصريحات رسمية أن متطلبات التشغيل الخاصة بويندوز 11، مثل ضرورة دعم تقنية “Trusted Platform Module” (TPM) 2.0، “غير قابلة للتفاوض”. تعد هذه التقنية ضرورية لضمان مستوى أمان متقدم للنظام، حيث تدعم مزايا الأمان مثل “Credential Guard”، و “Windows Hello for Business”، بالإضافة إلى تشفير القرص عبر “BitLocker”، فضلاً عن تأمين عملية الإقلاع باستخدام تقنية “الإقلاع الآمن Secure Boot”.
نتيجة لهذه المتطلبات التقنية، فإن ويندوز 11 يدعم فقط المعالجات التي تم إطلاقها بعد عام 2018، مما يعني أن العديد من الأجهزة القديمة لا تستطيع ترقية النظام. هذا قد يكون أحد الأسباب الرئيسة التي تسببت في تراجع عدد مستخدمي ويندوز 11، حيث يواجه كثير من المستخدمين صعوبة في ترقية أجهزتهم إلى النظام الأحدث، سواء بسبب قيود الأجهزة أو بسبب تفضيلاتهم الشخصية.
خيارات المستخدمين في حال عدم القدرة على الترقية
بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون ترقية نظامهم إلى ويندوز 11 ولا يرغبون في شراء جهاز جديد، توفر مايكروسوفت برنامج الأمان الممتد لنظام ويندوز 10. هذا البرنامج يتيح للمستخدمين الحصول على 12 شهرًا من التحديثات الإضافية مقابل رسوم تقدر بـ 30 دولارًا، مما يتيح لهم مواصلة تلقي التحديثات الأمنية والتحسينات الضرورية حتى نهاية دعم ويندوز 10 في أكتوبر 2025.
بديل آخر هو اللجوء إلى حلول من أطراف ثالثة للحصول على تحديثات إضافية. كما يمكن للمستخدمين المتقدمين استخدام بعض الحيل غير الرسمية لتجاوز متطلبات التثبيت وتثبيت ويندوز 11 على الأجهزة التي لا تدعمه رسميًا، لكن هذه الحيل قد تنطوي على بعض المخاطر، خاصةً فيما يتعلق بالأمان.
الوضع بالنسبة لإصدارات ويندوز القديمة
على الرغم من تراجع استخدام ويندوز 11، ولا سيما في ظل المنافسة مع ويندوز 10، لا يزال هناك بعض المستخدمين الذين يواصلون استخدام إصدارات قديمة من ويندوز مثل ويندوز 7 و 8.1 وحتى ويندوز XP. ورغم أن هذه الإصدارات لا تتلقى دعمًا رسميًا من مايكروسوفت، إلا أنها لا تزال تحتفظ بحصة سوقية صغيرة تصل إلى أقل من 3%. هذا يشير إلى أن بعض المستخدمين يفضلون استخدام الأنظمة القديمة رغم المخاطر الأمنية والافتقار للتحديثات، إما بسبب احتياجات خاصة أو لأن أجهزتهم القديمة لا تدعم الإصدارات الأحدث.
التحديات التي تواجه مايكروسوفت
ما زالت مايكروسوفت تواجه عدة تحديات كبيرة في محاولة دفع مستخدمي ويندوز 10 إلى الترقية إلى ويندوز 11. من أبرز هذه التحديات هي متطلبات الأجهزة القاسية التي تفرضها الشركة، والتي تترك العديد من المستخدمين في موقف محرج إذا لم يكن لديهم القدرة على شراء أجهزة جديدة أو الترقية لأجهزة أكثر حداثة. كما أن المنافسة الشديدة من أنظمة تشغيل أخرى مثل macOS و Linux، التي لا تفرض مثل هذه القيود، قد تؤثر على قرارات المستخدمين في المستقبل.
آفاق مستقبلية
بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تزداد حصة ويندوز 11 في السوق بشكل تدريجي مع مرور الوقت، خصوصًا بعد انتهاء دعم ويندوز 10 في أكتوبر 2025. ومع ذلك، ستظل التحديات المتمثلة في متطلبات الأجهزة والمنافسة من أنظمة التشغيل الأخرى تؤثر على سرعة تبني النظام الجديد.