آخر الأخبار
فضيحة أداة Honey: اتهامات بخداع المستخدمين وصانعي المحتوى لتحقيق أرباح غير مستحقة

في تطور صادم، أثار فيديو تم نشره على YouTube من قبل صانع المحتوى MegaLag شكوكًا كبيرة حول أداة Honey الشهيرة التي تُستخدم لتوفير المال للمستخدمين عبر الإنترنت. وبحسب الفيديو، فإن الأداة قد تكون قد تورطت في ممارسات مضللة تهدف إلى تحقيق الأرباح على حساب كل من المستخدمين و صانعي المحتوى، وهو ما يثير تساؤلات حول نزاهتها في تقديم الخصومات.
ما هي إضافة Honey؟
تُعتبر Honey واحدة من أشهر الإضافات المتوفرة للمتصفحات، وتهدف إلى تقديم أكواد خصم للمستخدمين عند تسوقهم عبر الإنترنت. تعتمد Honey على فكرة بسيطة: جمع أكواد الخصم المتاحة من مختلف المتاجر الإلكترونية حول العالم وتطبيقها تلقائيًا عندما يبدأ المستخدم في عملية الشراء. تعد هذه الأداة المستخدمين بأنها ستحصل لهم على أفضل الأسعار المتاحة للمنتجات التي يرغبون في شرائها، دون الحاجة للبحث يدويًا عن أكواد خصم.
تأسست Honey في 2012 على يد ريان هدسون و جورج روان، ومنذ ذلك الحين شهدت الإضافة نموًا هائلًا بفضل الحملة الدعائية الكبيرة التي استهدفت صانعي المحتوى و المؤثرين عبر الإنترنت. في 2018، حصلت الأداة على استثمار بقيمة 40 مليون دولار، واحتلت مكانة بارزة في التسويق الإلكتروني. كما أصبحت جزءًا من مجموعة PayPal في 2020 بعد أن اشترتها الشركة مقابل 4 مليارات دولار.
الفضيحة: الاتهامات الموجهة ضد Honey
كشف صانع المحتوى MegaLag في فيديو طويل مدته 23 دقيقة نشره على يوتيوب، العديد من الممارسات المشبوهة التي قد تكون قامت بها Honey في السنوات الأخيرة. أبرز هذه الاتهامات هي:
1. تضليل المستخدمين حول أكواد الخصم
إحدى أكبر المشاكل التي كشفها MegaLag هي أن Honey لا تعرض جميع أكواد الخصم المتاحة. ففي العديد من الحالات، رغم وعد الأداة للمستخدمين بالحصول على أفضل الخصومات المتاحة، إلا أنها تقوم بتجاهل أكواد خصم فعالة، مثل تلك التي قد تصل إلى 30%، وتعرض للمستخدمين خصومات أقل قد تكون 10% فقط، أو حتى تُظهر أن لا خصومات متاحة.
أوضح MegaLag في الفيديو أنه حتى عندما يضيف المستخدمون أكواد خصم جديدة إلى قاعدة بيانات Honey، فإن الأداة قد لا تعرض هذه الأكواد إذا طلبت الشركات الشريكة إخفاءها. هذه الممارسات تعد مضللة للمستخدمين، الذين يعتقدون أنهم يحصلون على أفضل الأسعار، بينما الحقيقة أنهم قد يُحرمون من عروض خصم أفضل.
2. الاستحواذ على عمولات المسوقين بالعمولة
الفضيحة الكبرى التي أثارت الغضب هي الطريقة التي تعالج بها Honey روابط المسوقين بالعمولة. يعتمد العديد من صانعي المحتوى و المؤثرين على العمولة كمصدر دخل أساسي من خلال تضمين روابط مخصصة لمنتجات معينة. وعندما يقوم المتابعون بالشراء عبر هذه الروابط، يحصل صانع المحتوى على نسبة من الأرباح.
لكن التحقيق الذي أجراه MegaLag كشف أن Honey تعدل الروابط المخصصة للمسوقين، مما يؤدي إلى حذف المعلومات التي تشير إلى صانع المحتوى الأصلي، وتستبدل ملفات تعريف الارتباط (Cookies) الخاصة بهم، ليظهر كأن Honey هي التي قامت بتوجيه العميل إلى المنتج. وبذلك، تُحرم صانعي المحتوى من العمولة المستحقة لهم.
هذه الممارسات غير الشفافة تهدد نموذج التسويق بالعمولة، حيث إنها تعطي الأفضلية لآخر جهة قامت بتوجيه العميل للشراء، حتى وإن لم تكن قد أسهمت في عملية التسويق من الأساس.
3. توليد أكواد خصم مزيفة لمتاجر صغيرة
في النهاية، كشف MegaLag أن Honey قد تولد أكواد خصم خاصة بمتاجر صغيرة دون أن تكون هذه المتاجر قد أصدرتها فعليًا. هذا الأمر يؤدي إلى مشاكل كبيرة للبائعين الصغار، حيث يعتقد العملاء أنهم يحصلون على خصومات حقيقية، بينما تكون الأكواد المزيفة تسبب مشاكل في تنفيذ المعاملات.
التداعيات على سمعة Honey
لا شك أن هذه الاتهامات قد تضر بشدة بسمعة Honey. مع تحقيق الفيديو أكثر من 3.6 مليون مشاهدة في يوم واحد، وتزايد النقاشات حول الأداة في وسائل التواصل الاجتماعي والمجتمعات الإلكترونية، أصبحت Honey في دائرة الضوء بشكل كبير. خاصة وأنها كانت تعتبر أداة موثوقة توفر للمستخدمين أفضل العروض بشكل تلقائي.
ورغم أن الشركة لم تُصدر بيانًا رسميًا حتى الآن للرد على الاتهامات، فإن الأدلة التي قدمها MegaLag حول التلاعب في عمولات المسوقين و إخفاء أكواد الخصم قد تجعل Honey في مواجهة أزمة قانونية أو تجارية قد تؤثر على مبيعاتها وشعبيتها في المستقبل.
هل ستؤدي هذه الاتهامات إلى تصدع في علاقة Honey مع مستخدميها؟
إن الأداة التي تعد بمساعدتك في الحصول على أفضل الأسعار قد تتعرض الآن لانتقادات قد تؤدي إلى فقدان ثقة المستخدمين. وحتى إذا لم تُقاضى في النهاية، فإن السمعة المتضررة قد تؤدي إلى تراجع عدد مستخدميها، خاصة من قبل أولئك الذين يعتمدون على التسويق بالعمولة كمصدر دخل.
في النهاية، لا تزال Honey تواجه تحديات كبيرة في الدفاع عن نفسها، وقد تكون التحقيقات القانونية أو الإعلانات الرسمية القادمة هي التي ستحدد مصير هذه الأداة في المستقبل.