آخر الأخبار
نهاية عصر الباركود: GS1 تعلن عن استبداله برموز QR بحلول عام 2027

أعلنت منظمة GS1 العالمية عن خططها لاستبدال أكواد الباركود التقليدية المستخدمة في جميع أنحاء العالم في المجال التجاري بأكواد QR الحديثة بحلول عام 2027. وتعتبر هذه المبادرة جزءاً من رؤية المنظمة لتعزيز تقنية الوسم العالمية والتوسع في استخدام الحلول الرقمية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للبيانات، مما يمثل نهاية عصر الباركود الذي دام لما يزيد عن 75 عامًا.
الباركود: الابتكار الذي استمر لعقود
تعود جذور تقنية الباركود إلى عام 1949، حيث ابتكرها المهندسان نورمان جوزيف وودلاند و برنارد سيلفر. ورغم مرور أكثر من 75 عامًا، إلا أن الباركود التقليدي المكون من خطوط سوداء وبيضاء لا يزال يستخدم في العديد من الصناعات حول العالم. ورغم الانتشار الواسع، كانت هناك بعض القيود التي جعلت من الضروري البحث عن بدائل تقنية جديدة. كانت هذه القيود تقتصر على كمية البيانات المحدودة التي يمكن أن يتم تخزينها داخل الباركود، بالإضافة إلى أن الباركود لا يستطيع تحمل الأخطاء في الماسح الضوئي، مثل فقدان خط واحد من رموزه الذي قد يمنع قراءة البيانات بشكل صحيح.
البديل الجديد: رموز الاستجابة السريعة (QR)
تشير أحدث المعلومات إلى أن أكواد QR، التي ظهرت في السوق لأول مرة عام 1994 بواسطة شركة Denso Wave، ستصبح الخيار البديل الأكثر استخداماً في المدى القريب. وتتمثل أبرز مميزات أكواد QR في قدرتها على تخزين حجم أكبر بكثير من البيانات مقارنة بالباركود التقليدي، مما يسمح بإضافة معلومات مفصلة حول المنتجات مثل تواريخ انتهاء الصلاحية، مكونات المنتج، تعليمات الاستخدام، تفاصيل الحساسية، والممارسات البيئية التي ينصح بها، إلى جانب المعلومات الأساسية مثل الأسعار.
تُعد هذه الإمكانية الجديدة مفيدة بشكل كبير في العديد من الصناعات، حيث يمكن أن توفر تجربة أكثر تفصيلاً للمستهلكين. على سبيل المثال، يمكن للأكواد الجديدة أن تسهم في تحسين الشفافية في تسويق المنتجات الغذائية، بالإضافة إلى تعزيز ممارسات الاستدامة من خلال توفير معلومات حول كيفية إعادة تدوير المنتجات.
التحديات التقنية والبيئية
رغم الفوائد التي تقدمها أكواد QR، إلا أن تنفيذ هذه التقنية على نطاق واسع سيتطلب بنية تحتية سحابية قوية لتخزين ومعالجة البيانات المتزايدة. وبالتالي، قد يؤدي استخدام الأكواد الجديدة إلى زيادة في استهلاك الطاقة، مما يؤثر على البصمة الكربونية للأنظمة التجارية. إضافة إلى ذلك، تتطلب هذه الأكواد تحديثات في أنظمة المسح الضوئي، مما يعني تكاليف إضافية للعديد من الشركات.
تجارب عملية واستخدامات سابقة
شهدنا بالفعل بعض التجارب المبدئية لاستخدام أكواد QR في بعض الأسواق. على سبيل المثال، قامت شركة Coca-Cola باستخدام هذه الأكواد على الزجاجات القابلة لإعادة التعبئة في أمريكا اللاتينية، مما يتيح تتبع عدد مرات إعادة التعبئة لضمان أن الزجاجة ستُعاد لتعبئتها بما لا يقل عن 25 مرة قبل إعادة تدويرها. كما نجحت سلسلة متاجر Woolworths في أستراليا في استخدام هذه الأكواد لتقليل هدر الطعام بنسبة تصل إلى 40% من خلال تتبع المنتجات التي تقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها وتقديم خصومات على المنتجات لتشجيع استهلاكها قبل أن تفسد.
الآراء المتباينة حول استبدال الباركود
على الرغم من التوقعات التي تشير إلى قرب انتهاء عصر الباركود التقليدي، يرى بعض الخبراء أن هذا التغيير قد يكون مبالغاً فيه. فهناك العديد من المنتجات غير الغذائية التي لا تحتاج إلى تواريخ انتهاء صلاحية أو معلومات إضافية، مما يعني أن الباركود التقليدي سيظل مفيدًا في بعض الصناعات. علاوة على ذلك، قد يتسبب إدخال أكواد QR في عبوات المنتجات في تكاليف إضافية لتصميم العبوات، وهو ما قد يكون عائقًا لبعض الشركات.
الباركود التقليدي لن يختفي تماماً
من غير المتوقع أن يختفي الباركود التقليدي تمامًا في أي وقت قريب، بل سيظل في الاستخدام في العديد من الصناعات التي تعتمد عليه منذ عقود مثل التخزين والتصنيع. ومع تقدم الوقت، ستتوافر تقنيات متكاملة تجمع بين الباركود التقليدي وأكواد QR، مما يتيح استمرارية في استخدام الباركود مع الاستفادة من مزايا الأكواد الجديدة.
إن التحول إلى أكواد QR يمثل خطوة هامة نحو المستقبل في عالم التجارة والتقنية، ولكنه لا يعني نهاية الباركود التقليدي بشكل نهائي. إذ يمكن أن يتكامل النظامان بشكل مرن لخدمة أهداف أفضل في المستقبل القريب. كما أن هذه المبادرة تستجيب للزيادة المستمرة في طلب البيانات والمعلومات من قبل المستهلكين، وتعمل على تحسين شفافية المنتجات وتعزيز الممارسات البيئية المستدامة.